للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الفصل الثالث عشر فيما نزل من القرآن عن نهي الاستغفار للذين تخلفوا عن غزة تبوك بدون عذر مشروع]

قال اللَّه تعالى: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} التوبة: ٨٠.

قال أبو جعفر: يقول اللَّه تعالى ذكره لنبيه -صلى اللَّه عليه وسلم-: ادع اللَّه لهؤلاء المنافقين الذين وصفت لك صفاتهم فى هذه الآية بالمغفرة، أو لا تدع لهم بها، هذا كلام خرج مخرج الامر، وتأويله الخبر، ومعناه: ان استغفرت لهم يا محمد، أو لم تستغفر لهم، فلن يغفر اللَّه لهم. وقوله: {إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ} يقول: إن تسأل لهم أن تستر عليهم ذنوبهم، بالعفو منه لهم عنها، وترك فضيحتهم بها، فلن يستر اللَّه عليهم، ولن يعفو لهم عنها، ولكنه يفضحهم بها على روؤس الأشهاد يوم القيامة {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ} يقول جل ثناءه: هذا الفعل من اللَّه بهم، وترك عفوه لهم عن ذنوبهم من أجل أنهم جحدوا توحيد اللَّه ورسالة رسوله {لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} (١).


(١) تفسير ابن جرير الطبرى (١٩٨ - ١٩٩/ ١٠). =

<<  <   >  >>