قال أبو جعفر: يقول اللَّه تعالى ذكره: الذين يلمزون المطوعين فى الصدقة على أهل المسكنة والحاجة، بما لم يوجبه اللَّه عليهم فى أموالهم، ويطعنون فيها عليهم بقولهم: انما تصدقوا به رياء وسمعة، ولم يريدوا وجه اللَّه، ويلمزون الذين لا يجدون ما يتصدقون به الا جهدهم، وذلك طاقتهم، فينتقصونهم ويقولون: لقد كان اللَّه عن صدقة هؤلاء غنيا، سخرية منهم بهم {فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ} وقد بينا صفة سخرية اللَّه بمن يسخر به من خلقه فى غير هذا الموضع، بما أغني، عن اعادته ههنا {وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} ثم قال أبو جعفر: وذكر ان المعنى بقوله {الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} عبد الرحمن بن عوف، وعاصم بن عدى الانصارى، وان المعنى بقوله:{وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ} أبو عقيل الاراشى أخو بنى حنيف ثم أيد تفسيره هذا وتعيين عبد الرحمن بن