للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= الحديث، يثبت هذا الحديث بعمومه انه رضي اللَّه تعالى عنه أنفق نفقة كبيرة هائلة أكثر مما جاء فى هذه الروايات انظر مجمع الزوائد للهيثمى (١٩١ - ١٩٥/ ٥) وسنن الدارقطني (٥٠٧ - ٥١٠/ ٢) الفتح الرباني للساعاتي (١٩٢/ ٢١) وكنز العمال (٣١٠/ ٥) و (١٥٠/ ٦)، وقال الشيخ المحب الطبرى فى الرياض النضرة (٩١ - ٩٢/ ٢): وهذا الاختلاف فى الروايات قد يوهم التضاد بينهن، والجمع ممكن بان يكون عثمان دفع ثلاثمائة بعير بأحلاسها وأقتابها على ما تضمنه الحديث الاول، ثم جاء بالف دينار لاجل المؤن التى لابد للمسافر منها، ثم لما اطلع على أن ذلك لا يكفى زاد فى الابل، وأردف بالخيل تتميما للالف، ثم لما لم يكتف بذلك تمم الالف بأبعرة، وزاد عشرين فرسا على تلك الخمسين، وبعث بعشرة الاف دينار للمؤن كما دل عليه حديث الرازى والفضائلى من غير أن يكون بيهن تضاد لا تهافت، مما يؤيد ذلك ما روت ام عمر بنت حسان ابن يزيد بن أبى الغض، قال أحمد بن حنبل، وكانت عجوز صدق، قالت سمعت أبى يقول ان عثمان جهز جيش العسرة مرتين، خرجه القزوينى الحاكمى، انتهى كلامه.
قلت: يمكن أن يجمع بهذا الجمع بين هذه الروايات إذا كانت كلها فى درجة واحدة من حيث الصحة، والامر ليس كما هو، بل هناك روايات لم تكن صالحة للاحتجاج بها، ولا للشواهد، وقد سبق أن قلت: أن نفقة عثمان فى العسرة كانت نفقة كبيرة، لان عدد الجيش كان فى بعض الروايات سبعين ألف جندى فكيف يمكن أن يقال: عشرة الاف دينار أو أكثر عن طريق هذه الاسانيد الواهية، وأما التحديد الذى ورد عن طريق بعض الطرق الحسنة فيقال: انه لم تكن نفقته مرة واحدة بل هناك مرات وكرات قدم فيها عثمان بن عفان رضي اللَّه تعالى عنه ما قدم من المال الكثير غير المحدود. واللَّه تعالى أعلم.

<<  <   >  >>