قلت: هذا الاثر مقطوع من كلام مجاهد، وقد صح الاسناد اليه. قال السيوطى فى الدر المنثور (٢٦٨/ ٣): أخرج ابن سعد، وابن أبى شيبة، وابن المنذر، وابن أبى حاتم، عن مجاهد ثم ذكر الاثر كما هو عند ابن جرير الطبرى. وانظر اسباب النزول لعلى الواحدى ص ١٧٤. انظر مسند الإمام أحمد: فإنه أخرج فى مسنده (٤/ ٣٩٨) بسند صحيح عن أبى موسى الاشعرى رضي اللَّه عنه قال: اتيت رسول اللَّه فى رهط من الأشعريين نستحمله فقال: لا واللَّه ما أحملكم وما عندى ما أحملكم عليه. فلبثنا ما شاء اللَّه ثم أمر لنا بثلاث ذود عن الذرى. . . الحديث. وقد أخرج البخارى بعض أجزاء هذا الحديث فى جامعه ومسلم وابن ماجه والنسائي الا ان هذه الكتب المذكورة لم تصرح انها نزلت فى اشخاص معينين من الصحابة، ولذلك لم يذكر اهل التفسير هذه الاحاديث المرفوعة فى تفاسيرهم انظر زاد المسير لابن الجوزى (٤٨٦/ ٣) فانه ذكر رواية مجاهد هذه التى عند ابن جرير الطبرى ثم قال: وفى الذين طلبوا من رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أن يحملهم عليه ثلاثة أقوال: أحدها، انه الدواب، قاله: ابن عباس. والثانى: الزاد، قاله: انس بن مالك. والثالث: النعال، قاله الحسن. انظر القرطبى فى تفسيره (٢٢٨ - ٢٣٠/ ٨) فانه ذكر الروايات كلها ثم رجح انها نزلت فى أبى موسى وأصحابه الذين أتوا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ونسب هذا القول الى الحسن البصرى رحمه اللَّه تعالى انظر تفسير ابن كثير مع البغوى (٢٢٤/ ٤) فانه أشار الى رواية مجاهد. قلت: وقد تكون الآية نزلت: فى أبى موسى الاشعرى واصحابه لان الحديث الذى أخرجه البخارى وغيره موافق مع السياق القرآنى واللَّه تعالى أعلم.