للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ما جاءهم به نبيهم -صلى اللَّه عليه وسلم- من عند اللَّه فحق، فلما أنزل اللَّه السورة لزمهم فرض الإقرار بأنها بعينها من عند اللَّه، ووجب عليهم فرض الإيمان بما فيها من أحكام اللَّه وحدوده وفرائضه، فكان ذلك هو الزيادة التى زادهم نزول السورة حين نزلت، من الإيمان والتصديق بها (١).

قال اللَّه تعالى: {وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ} التوبة: ١٢٥.


(١) تفسير ابن جرير الطبرى (٧٢/ ١١).
قلت: يصف الرب تعالى فى هذه الآية عباده المؤمنين الذين يزيد إيمانهم بنزول القرآن الكريم، قال ابن الجوزى فى زاد المسير (٥١٨ - ٥١٩/ ٣): {فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا} هذا قول المنافقين بعضهم لبعض استهزوا بقول اللَّه تعالى {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا} لأنهم إذا صدقوا بها وعملوا بما فيها، زادتهم إيمانا.
وقال القرطبى فى تفسيره (٢٩٨ - ٢٩٩/ ٨): {ما} صلة والمراد المنافقون (أيكم زادته هذه إيمانا} كتب الحسن الى عمر بن عبد العزيز أن للإيمان سننا، وفرائض من استكملها فقد استكمل الإيمان ومن لم يستكمل، لم يستكمل الإيمان، قال عمر بن عبد العزيز: فإن أعش فسأبينها لكم، وإن مت فما أنا على صحبتكم بحريص. ذكره البخارى فى الصحيح. وقال ابن المبارك: لم أجد بدا من أن أقول بزيادة الإيمان، وإلا رددت القرآن.
قلت: هو كذلك وزيادة الإيمان ثابتة بنص الكتاب الكريم والسنة الصحيحة ولا يمكن ردها. انظر الجمان فى تشبيهات القرآن ص ٣٦٠.

<<  <   >  >>