قلت: يصف الرب تعالى فى هذه الآية عباده المؤمنين الذين يزيد إيمانهم بنزول القرآن الكريم، قال ابن الجوزى فى زاد المسير (٥١٨ - ٥١٩/ ٣): {فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا} هذا قول المنافقين بعضهم لبعض استهزوا بقول اللَّه تعالى {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا} لأنهم إذا صدقوا بها وعملوا بما فيها، زادتهم إيمانا. وقال القرطبى فى تفسيره (٢٩٨ - ٢٩٩/ ٨): {ما} صلة والمراد المنافقون (أيكم زادته هذه إيمانا} كتب الحسن الى عمر بن عبد العزيز أن للإيمان سننا، وفرائض من استكملها فقد استكمل الإيمان ومن لم يستكمل، لم يستكمل الإيمان، قال عمر بن عبد العزيز: فإن أعش فسأبينها لكم، وإن مت فما أنا على صحبتكم بحريص. ذكره البخارى فى الصحيح. وقال ابن المبارك: لم أجد بدا من أن أقول بزيادة الإيمان، وإلا رددت القرآن. قلت: هو كذلك وزيادة الإيمان ثابتة بنص الكتاب الكريم والسنة الصحيحة ولا يمكن ردها. انظر الجمان فى تشبيهات القرآن ص ٣٦٠.