للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال: سألت جعفر (١) بن محمد بن علي بن الحسين، فقلت: ما ترى فى قتال الديلم؟ فقال: قاتلوهم ورابطوهم، فإنهم من الذين قال اللَّه فيهم: {قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ} (٢).

قال أبو جعفر:

حدثنى يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد فى قوله تعالى: {قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ} قال: كان الذين يلونهم


(١) أما جعفر بن محمد فهو جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبى طالب الهاشمى، أبو عبد اللَّه المعروف بالصادق، صدوق، فقيه، إمام، من السادسة، مات ١٤٨/ بخ م - عم، انظر التقريب (١٣٢/ ١).
(٢) قال السيوطى فى الدر المنثور (٢٩٣/ ٣) أخرج ابن أبى حاتم، وأبو الشيخ، عن جعفر بن محمد، ثم ذكر الأثر بكامله كما جاء عن ابن جرير الطبرى. ومحمد بن حميد الراوى شيخ ضعيف الذى يروى عنه أبو جعفر مباشرة، ولهذا الأثر شواهد كثيرة أخرجها أبو جعفر فى تفسيره انظر التفسير (٧٢/ ١١). قال القرطبي فى تفسيره (٢٩٨/ ٨) قال قتادة يبدأ القتال بالأول فالأول ثم قال واختار ابن العربى أن يبدأ بالروم قبل الديلم، على ما قاله ابن عمر لثلاثة أوجه. أحدها: أنهم أهل الكتاب، فالحجة عليهم أكثر وآكد. الثانى: أنهم إلينا أقرب، أعنى أهل المدينة. الثالث: أن بلاد الأنبياء فى بلادهم أكثر فاستنقاذها مهم أوجب، واللَّه تعالى أعلم. قلت: فى هذه الآية دليل على أنه ينبغي أن يقاتل أهل كل ثغر الذين يلونهم. وإذا قيل: كيف تخطى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فى بعض غزواته وترك هذه القاعدة؟ قلنا: ربما تخطى فى حربه الذين يلونه من القبائل التى لم تدخل الإسلام ليكون ذلك أهيب له. انظر تفسير زاد المسير لابن الجوزى (٥١٨ - ٥١٩/ ٣).

<<  <   >  >>