قلت: لم يصح هذا الحديث بهذا الاسناد: والحديث أخرجه محمد بن عائذ الدمشقى فى مغازيه ومنها نقل الحافظ ابن عساكر، هذه الرواية فى تاريخه ومغازيه هذا موجودة نسخة منه فى المتحف البريطاني بلندن. وقال الحافظ فى الفتح (٨٤/ ٨): (باب غزوة تبوك) هكذا أورد المصنف، هذه الترجمة بعد حجة الوداع، وهو خطأ، وما أظن ذلك إلا من النساخ، فإن غزوة تبوك كانت فى رجب من سنة تسع، قبل حجة الوداع بلا خلاف، وعند ابن عائذ من حديث ابن عباس أنها كانت بعد الطائف بستة أشهر، قلت: إلى هذا الحديث الذى أخرجه ابن عساكر فى تاريخه والذى لم يصح بعد دراسة رجال الاسناد أشار الحافظ فى الفتح، قال الحافظ: وليس مخالفا لقول، من قال: فى رجب إذا حذفنا الكسور لأنه -صلى اللَّه عليه وسلم-، قد دخل المدية من رجوعه، من الطائف. فى ذى الحجة. وقال الزمخشرى فى الكشاف (٣٩٣/ ١): تحت قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ} الآية كان ذلك فى غزوة تبوك فى سنة عشر بعد رجوعهم من الطائف، استنفروا فى وقت عسر، وقحط الخ قلت: وتبعه فى ذلك الشيخ جمال الدين القاسمى فى تفسيره تحت الآية الكريمة (٣١٥٤/ ٨)، قلت: لم أر لهما مستندا إلا ما ذكر الحافظ فى الفتح من تقديم حجة الوداع على غزوة تبوك فأجاب الحافظ عن هذا الوهم أجابة لا بأس بها واللَّه تعالى أعلم. وقال الشيخ محمد كرامت على الهندى فى السيرة المحمدية ص ٣٦٩. . وكانت غزوة تبوك فى سنة تسع من الهجرة يوم الخميس لخمس خلون من رجب، قلت: قال النووي فى رياض الصالحين مع شرحه دليل الفالحين (١٢٠ - ١٢١/ ١): وفى رواية أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- خرج من =