وقال فيهم حين حدثوه فى حديثهم، واعترفوا بذنوبهم:"قد صدقتم فقوموا حتى يقضى اللَّه فيكم" فلما أنزل اللَّه القرآن، تاب على الثلاثة، وقال للآخرين {سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ}. . . حتى بلغ {لَا يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ} قال ابن شهاب: وأخبرنى عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن كعب بن مالك، ان عبد اللَّه بن كعب بن مالك، وكان قائد كعب من بنيه حين عمى، قال: سمعت كعب بن مالك يحدث حديثه حين تخلف عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فى غزوة تبوك، قال كعب: لم أتخلف عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فى غزوة غزاها قط. إلا فى غزوة تبوك، غير أني قد تخلفت فى غزوة بدر، ولم يعاتب أحدا تخلف عنها، إنما خرج رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- والمسلمون يريدون عير قريش، حتى جمع اللَّه بينهم وبين عدوهم على غير ميعاد، ولقد شهدت مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ليلة العقبة، حين تواثقنا على الإسلام، وما أحب أن لى بها مشهد بدر، ان كانت بدر أذكر فى الناس منها، فكان خبرى حين تخلفت عنه فى تلك الغزوة، واللَّه ما جمعت قبلها راحلتين قط، حتى جمعتها فى تلك الغزوة، فغزاها رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فى حر شديد، واستقبل سفرا بعيدا مفاوز، واستقبل عددا كثيرا، فجلى للمسلمين أمرهم، ليتأهبوا أهبة غزوهم، فأخبرهم بوجهه الذى يريد، والمسلمون مع النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- كثير، ولا يجمعهم كتاب حافظ، يريد بذلك الديوان، قال كعب: فما رجل يريد أن يتغيب ألا يظن أن ذلك سيخفى، ما لم ينزل فيه وحى من اللَّه، وغزا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-