وقالت له أيضاً:"فإني لا أريد صفراء ولا بيضاء، أريد منك الإسلام، فإن تسلم فذلك مهري، ولا أسألك غيره"[الطيالسي: ٢٠٥٦، بوساطة: أحكام الجنائز: ص ٢٤].
وقالت لأبي طلحة قبل أن يدخل الإسلام تحاجّه:"أرأيت حجراً تعبده، لا يضرك ولا ينفعك، أو خشبه تأتي بها النجار، فينجرها لك، هل يضرك؟ هل ينفعك؟ ".
قال أبو طلحة:"فوقع في قلبي الذي قالت"[سير أعلام النبلاء: ٢/ ٣٠٥، هامش الكتاب نقلاً عن ابن سعد في الطبقات: ٨/ ٤٢٦].
وذكر ابن سعد في طبقاته [بإسناد صحيح، ٨/ ٤٢٦ - ٤٢٧] أن أم سليم قالت لأبي طلحة: "إنه لا ينبغي أن أتزوج مشركاً، أما تعلم يا أبا طلحة أن آلهتكم ينحتها عبد آل فلان، وأنكم لو أشعلتهم فيها النار لاحترقت؟ ".
لقد كانت الحجج التي ساقتها أم سليم حججاً قوية، سهلة الفهم، فاقتنع أبو طلحة، ودخل في الإسلام، وكان إسلامه هو المهر الذي طلبته الزوجة، لم ترد المال والملابس والذهب والفضة، إنها تريد الإسلام دون سواه، لتقترن به.
٧ - عناية أم سليم باليتيمة التي كفلتها: وجاءت أم سليم يتيمة لها، وشكت إليها أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لقيها، فدعا عليها بأن لا يكبر سنُّها، فأذهلها ما سمعت وانطلقت إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - مسرعة تلوث خمارها، حتى لقيته، فوضَّح لها ما غاب عنها، فعن أنس بن مالك قال: كانت عند أم سليم يتيمة، وهي أم أنس (١)، فرأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اليتيمة، فقال: «آنت هية؟ لقد كبرت، لا