بما تكفلت لنا به، ولا تجعلنا في رزقك خولًا لغيرك، ولا تمنعنا خير ما عندك بشرِّ ما عندنا، ولا ترنا حيث نهيتنا، ولا تفقدنا من حيث أمرتنا، أعزَّنا ولا تذلّنا، أعزَّنا بالطاعة ولا تذلّنا بالمعصية".
٧ - كان يكره أن يطلب منه الناس الدعاء: وعن علي بن أبي حرارة، قال: كانت أمي مقعدة نحو عشرين سنة، فقالت لي يوماً: اذهب إلى أحمد بن حنبل، فسله أن يدعو الله لي، فمضيت، فدققت عليه الباب، فقال: من هذا؟ فقلت: رجل من أهل ذلك الجانب، سألتني أمي وهي زمنة مقعدة أن أسألك أن تدعو الله لها، فسمعت كلامه كلام رجلٍ مغضبٍ، وقال: نحن أحوج أن تدعو الله لنا، فولّيت منصرفاً، فخرجت عجوز من داره، فقالت: أنت الذي كلّمت أبا عبد الله؟ قلت: نعم. قالت: قد تركته يدعو الله لها.
قال: فجئت من فوري إلى البيت، فدققت الباب فخرجت على رجليها تمشي، حتى فتحت لي الباب، وقالت: قد وهب الله لي العافية.
٨ - ثابته على الفتنة في البلاء والرخاء: وعن ميمون بن الأصبغ قال: كنت ببغداد، فسمعت ضجةً فقلت: ما هذا؟ فقالوا: أحمد بن حنبل يمتحن، فدخلت فلما ضرب سوطاً قال: بسم الله، فلما ضرب الثاني، قال: لا حول ولا قوة إلا بالله، فلما ضرب الثالث قال: القرآن كلام الله غير مخلوق، فلما ضرب الرابع قال:{قُلْ لَّنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا}[التوبة: ٥١] فضرب تسعةً وعشرين سوطاً.
وكانت تكّة أحمد حاشية ثوبٍ فانقطعت، فنزل السراويل عانته، فرمى أحمد طرفه إلى السماء، وحرّك شفتيه، فما كان بأسرع أن بقي السراويل لم ينزل.