للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فدخلت إليه بعد سبعة أيام فقلت: يا أبا عبد الله رأيتك تحرّك شفتيك، فأي شيء قلت؟ قال: قلت: اللهم إني أسألك باسمك الذي ملأت به العرش إن كنت تعلم أني على الصواب فلا تهتك لي ستراً.

وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: كنت كثيراً أسمع والدي يقول: رحم الله أبا الهيثم، غفر الله لأبي الهيثم، عفا الله عن أبي الهيثم. فقلت: يا أبة من أبو الهيثم، غفر الله لأبي الهيثم، عفا الله عن أبي الهيثم. فقلت: يا أبة من أبو الهيثم؟ فقال: لما أخرجت للسياط، ومدّت يداي للعقابين، إذا أنا بشاب يجذب ثوبي من ورائي، ويقول لي: تعرفني؟ قلت: لا. فقال: أنا أبو الهيثم العيّار اللص الطرّار، مكتوب في ديوان أمير المؤمنين أني ضربت ثمانية عشر ألف سوطٍ بالتفاريق، وصبرت في ذلك على طاعة الشيطان، لأجل الدنيا، فاصبر أنت في طاعة الرحمن، لأجل الدين، قال: فضربت ثمانية عشر سوطاً بدل ما ضرب ثمانية عشر ألفاً، وخرج الخادم فقال: عفا عنه أمير المؤمنين.

وعن عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: قال لي أبي: يا بني لقد أعطيت المجهود من نفسي، قال: وكتب أهل المطامير إلى أحمد بن حنبل: إن رجعت عن مقالتك ارتددنا عن الإسلام.

وعن أحمد بن سنان قال: بلغني أن أحمد بن حنبل جعل المعتصم في حلٍّ في يوم فتح بابك أو في فتح عمورية فقال: هو في حلّ من ضربي.

وقال إبراهيم الحربي: أحلّ أحمد بن حنبل من حضر ضربه، وكلَّ من شايع فيه والمعتصم، وقال: لولا أن ابن أبي دواد داعية لأحللته.

وقال صالح بن أحمد بن حنبل، ورد كتاب علي بن الجهم: إن أمير المؤمنين، يعني المتوكل قد وجّه إليك يعقوب المعروف بقوصرة، ومعه جائزة، ويأمرك بالخروج، فالله الله أن تستعفي أو ترد المال، فيّتسع القول لمن يبغضك.

<<  <   >  >>