الشين والتاء والنون والضاد، فهذا يدل على أن الكسر هو الأصل والضم عارض، فمن أجل ذلك وجب كسر همزة الوصل عند البدء بهذه الأفعال نظرًا للأصل.
واعلم أن: همزة الوصل تضم إذا كان ثالث الفعل مضمومًا ضمًا أصليًا نحو: (اجْتُثت - استُهزئ - اخرج - اشكر).
ووجه ضم همزة الوصل حال ضم ثالث الفعل (١): تحقيق التناسب بين الهمزة وثالث الفعل، وعدم الالتفات للثاني لكونه غير حاجز، وقيل: لئلا يلزم الخروج من الكسر إلى الضم، والقولان متماثلان.
واعلم أن: همزة الوصل تفتح قولاً واحدًا إذا كانت في (ال) التعريفية مثل: (النور - النهار - الملائكة - الأنهار).
فائدة:
إذا اجتمعت همزة الاستفهام وهمزة الوصل في كلمة وجب حذف همزة الوصل؛ لأن الغرض منها - وهو التوصل إلى النطق بالحرف الساكن - قد تحقق بهمزة الاستفهام، فلم يكن هناك داع لوجود همزة الوصل، وقد وقع في سبع كلمات في القرآن الكريم، في قوله تعالى:{قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْداً}[البقرة: ٨٠]، وفي قوله تعالى:{أَطَّلَعَ الْغَيْبَ}[مريم: ٧٨]، {أَفْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبا}[سبأ: ٨]، {أَصْطَفَى الْبَنَاتِ}[الصافات: ١٥٣]، {أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيّاً}[ص: ٦٣]، {أَسْتَكْبَرْتَ}[ص: ٧٥]، {أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ}[المنافقون: ٦].
وأصل هذه الأفعال: أإتخذتم، أإطلع، أإفترى، أإصطفى، أإتخذناهم، أإستكبرت، أإستغفرت، بهمزتين: الأولى همزة الاستفهام وهي مفتوحة، والثانية همزة الوصل وهي مكسورة لدخولها على فعل ماضٍ خماسي في
(١) أحكام تلاوة القرآن الكريم، ص: ٣١٩، ٣٢٠ (بتصرف).