الأولى: تمييز الحروف المشتركة في المخرج، قال الإمام ابن الجزري: "كل حرف يشارك غيره في المخرج فإنه لا يمتاز عنه إلا بالصفات، وكل حرف يشارك غيره في الصفات فإنه لا يمتاز عنه إلا بالمخرج، ولولا ذلك لاتَّحَدَت أصوات الحروف في السمع فكانت كأصوات البهائم لا تدل على معنى، ولما تميزت ذواتها.
الثانية: معرفة القوي من الضعيف، ليعلم ما يجوز إدغامه وما لا يجوز إدغامه فإن ما له قوة ومزيَّة لا يجوز إدغامه في ذلك الغير، لئلا تذهب تلك المزيَّة.
لما فرغ من مخارج الحروف أخذ في بيان صفاتها، وذلك مما يحتاج إلى معرفته، بين القوي منه والضعيف فذكر في هذا خمسًا منها وهو ما له ضد وهي الجهر والرخو والمستفل والمنفتح والمصمت، وأشار إلى أضدادها بقوله:(والضد قل)، ثم ذكر الأضداد المشار إليها عقب هذا البيت كما سيأتي.