للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مثل: (ءادم - إيمانًا - أوذوا - ءازر - أوتوا)، وسبب تسميته بهذا الاسم هو أن الأصل في هذه الكلمات السابقة وجود همزتين هكذا (أأدم - إئمانًا - أؤذوا - أأزر - أؤتوا)، ولكن نظرًا لصعوبة النطق بهمزتين متتاليتين، فقد أبدلنا الهمزة الثانية حرف مد من جنس حركة ما قبلها، ففي كلمة (أأدم) أبدلنا الهمزة الثانية ألفًا؛ لأن ما قبلها مفتوح. وفي كلمة (إئمانًا) أبدلنا الهمزة الثانية ياءً لأن ما قبلها مكسور. وفي كلمة (أؤتوا) أبدلنا الهمزة الثانية واوًا؛ لأن ما قبلها مضموم، وحكمه: القصر.

ملحوظة: هناك نوعان من مد البدل:

الأول: مد البدل الأصلي: وهو ما تقدم ذكره في الكلمات الخمس السابقة (أأدم - إئمانًا - أؤذوا - أأزر - أؤتوا)، وذلك الذي يكون فيه حرف المد بدلاً من حرف الهمزة، أي أبدلنا فيه الهمزة حرف مد.

الثاني: المد الشبيه بالبدل: وهو الذي يكون فيه حرف المد الواقع بعد الهمزة ليس مبدلاً من همزة كالنوع السابق، ولكنه أصلي في الكلمة مثل: (يشآءون - ليئوس)، (دعآءً وندآءً) ... حينما تقف على كل منهما (١)، وقد سُمي شبيهًا بالبدل؛ لأن الأصل في مد البدل أن يكون همزة ثم بُدلت حرف مد؛ ولكنه لما اشترك مع مد البدل في كون الهمزة قبل حرف المد فقد سمي شبيهًا بالبدل؛ لاتفاقهما في شيء واختلافهما في شيء.

فائدة:

لابد للقارئ أن يستمر في القراءة في الجلسة الواحدة على نفس النسق، فإن بدأ في أول القراءة - مثلاً - بقصر المنفصل فلابد أن يستمر عليه إلى أن ينتهي من قراءته، ولا ينبغي له أن يقرأ في موضع بالقصر وفي موضع آخر بالتوسط مثلاً، ومثل ذلك في العارض للسكون وفي كل أنواع المدود، ومن هذا قول ابن الجزري: "واللفظ في نظيره كمثله". هذا والله تعالى أعلى وأعلم.


(١) (حينما تقف على كل منهما) الضمير في (منهما) يعود على (دعاءً ونداءً) أي: عندما تقف على (دعاء) أو (نداءً).

<<  <   >  >>