للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

باب

التنبيهات

وَاحْرِصْ عَلَى السُّكُونِ فِي جَعَلْنَا ... أَنْعَمْتَ وَالمَغْضُوبِ مَعْ ضَلَلْنَا

نصح رحمه الله هنا بالحرص على إظهار السكون في (جعلنا - ضللنا) وذلك لما في اللام من صفة الانحراف - وقد سبق ذلك بانبساط. وأيضًا بالحرص على السكون على حرفي النون والميم في (أنعمت)، وعلى حرف الغين في (المغضوب).

ومن الملاحظ أن كثيرًا من القراء يُحركُ حرف الغين في (المغضوب) وهذا من اللَّحْنِ المنهي عنه فلتحذر.

وَخَلِّصِ انْفِتَاحَ مَحْذُورًا عَسَى ... خَوْفَ اشْتِبَاهِهِ بِمَحْظُورًا عَصَى

أي وأظهر انفتاح الذال في كلمة (محذورًا) في قوله تعالى: {إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً} [الإسراء: ٥٧]، وأظهر أيضًا انفتاح السين في كلمة (عسى) حيث جاءت، ثم ذكر العلة وهي مخافة اشتباه (عسى) بـ (عصى)، وأيضًا مخافة اشتباه (محذورًا) بـ (محظورًا).

وَرَاعِ شِدَّةً بِكَافٍ وَبِتَا ... كَشِرْكِكُمْ وَتَتَوَفَّى فِتْنَتَا

قوله: (وراع) أصلها (وراعي) حذفت الياء لأنه فعل أمر، أي وحافظ على الشدة الموجودة في الكاف وفي التاء، ثم ذكر مثالاً للكاف في كلمة (شرككم) ومثالين للتاء في كلمة (تتوفى) وفي كلمة (فتنتا) أي: فتنة حيث جاءت، وذكر الشدة فقط، وقِس عليها سواها من الصفات مثل الرخاوة والهمس والجهر ... إلخ.

واعلم أن كثيرًا من الناس يبالغون في بيان صفة الهمس في الكاف والتاء بحيث يؤدي إلى توليد حروف زائدة كالهاء عند الكاف، والهاء أو السين عند التاء، وحينئذ تصير الكاف والتاء من الحروف الرخوة، والواجب مراعاة شدة الصوت عند النطق بالكاف والتاء ليمتنع جريان الصوت مع الحرف ولا يمنع ذلك جريان النَّفَس جريًا ضعيفًا وخاصة عند الوقف (١). اهـ. والله أعلى وأعلم.


(١) انظر: أحكام تلاوة القرآن الكريم، ص: ٩٠ بالهامش.

<<  <   >  >>