للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الناقص محافظةً على صفة الاستعلاء في القاف، والثاني: الإدغام الكامل حيث تنطق هكذا (نخلكُّم).

قال ابن الجزري (١): فيه إشارة إلى مسألة يجب الاعتناء بمعرفتها، وهي أنه إذا التقى متماثلان أو متجانسان وسبق أحدهما بالسكون فإنه يجب إدغامه - كما سيأتي قريبًا -، ولما التقت في (أحطت) و (بسطت) الطاء والتاء وكان لابد من الإدغام وكانت الطاء أقوى من التاء لما فيها من صفات القوة أُدْغِمت وبقي من صفتها ما يدل عليها وهو الإطباق، فيلفظ بالحاء والسين، ثم يُشار باللفظ إلى صفة الإطباق، ثم يلفظ بالتاء مشددة، ونظير ذلك إدغام النون الساكنة في الياء والواو مع بقاء الغنة.

وقد ذهب بعض أهل الأداء إلى أن ذلك في هذه الحروف ليس بإدغام لكنه إخفاء لوجود ما يمنع من الإدغام فيه وهو الصفة القائمة، والصحيح أنه إدغام لكنه ليس بكامل - أي: إدغام ناقص -.

ثم إن أهل الأداء اختلفوا في إدغام القاف الساكنة في الكاف من قوله: {أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ} هل يلفظ بها كاملاً من غير إبقاء صفة الاستعلاء من القاف أو ناقصًا تَبْقِيَةً للصفة لأجل قوة القاف بذلك؟ فذهب الداني وجماعة إلى الأول وهو الأصح. وذهب مكي إلى الثاني، وكلاهما مأخوذ به كما بينه في النشر، وهذا معنى قوله: (والخلف بنخلقكم وقع) أي كان ووجد وجرى. اهـ.


(١) طيبة النشر، جـ٣٧.

<<  <   >  >>