للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(ولا حرام) وأيضًا لا يوجد وقف يأثم القارئ إذا أتى به؛ لأن الوقف والوصل لا يدلان على معنى حتى يختل بتركهما (١).

(غير ما له سبب) إلا أن الوقف (أو الوصل) قد يصبح الإتيان به في موضع (أو بتركه في موضع آخر) حرامًا إذا وُجِدَ سبب لوقوع الحرمة، مثل من قصد الوقف على {وما من إله} أو على {وإني كفرت}، ونحوهما من غير ضرورة عمدًا، قاصدًا له، راضيًا به، فإنه إن اعتقده كَفَر، نعوذ بالله من كل هذا.

أما إذا وقف عليه من غير قصد فالأحسن أن يتجنب ذلك الوقف حتى لا يُوهم السامع به (٢). والله أعلى وأعلم.

توضيح:

اعلم أن الوقف ينقسم إلى أربعة أقسام:

القسم الأول: الوقف الإجباري (الاضطراري):

وهو الوقف الذي يُضطر إليه القارئ حيث يعرض له عارض أثناء القراءة يجبره على الوقف مثل: النسيان، أو العطاس، أو غلبة ضحك، أو بكاء، إلى غير ذلك من الأعذار. فحينئذ يجوز للقارئ الوقف على أي كلمة ثم عند معاودة القراءة يبدأ بهذه الكلمة - إن صحَّ البدء بها - وإلا فبأي كلمة قبلها يصح البدء بها.

القسم الثاني: الوقف الاختباري:

وهو الوقف الذي يكون في حالة الاختبار، حيث أن القارئ يقف على كلمة - ليست محلاً للوقوف (٣) - للإجابة على سؤال معلم أو سؤال ممتحن، وذلك مثل الوقف على بعض الكلمات لبيان رسمها: بالتاء المفتوحة أم المربوطة، وكبيان المقطوع والموصول، وبيان حالات


(١) المرجع السابق.
(٢) المرجع السابق.
(٣) بشرط أن لا يكون هذا الوقف على موضع فاسد المعنى مثل الوقف على (وما من إله)، فهذا لا يجوز. والله أعلى وأعلم.

<<  <   >  >>