ابتدأ المؤلف رحمه الله بما ابتدأ الله عز وجل به كتابه العزيز، واقتداءً بسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((كل أمر ذي بال لا يُبدأ فيه ببِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ فهو أقطع)) وفي رواية: ((بالحمد لله)) (١).
والتسمية عبادة مطلوبة عند كل فعل، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حريصًا عليها عند قراءته للقرآن، وعند أكله وشربه، وعند كل أعماله، وعلى هذا كان الصالحون من عباد الله وعلماء الأمة.
(متن الجَزَرية):
المتن: هو الظَّهْرُ، ومتن الأرض هو ما ارتفع وصَلُبَ منها، ومتن الكتاب: الأصل الذي يُشرح، والجمع: مُتُون، وهو من (مَتُنَ الشيء) أي صَلُبَ وارتفع عن الأرض. (المعجم الوجيز).
(راجي): طالب، (عفو) أي صفح، (رب): الرب هو السيد المدبر لشئون العباد، القائم بحوائجهم، محييهم ومميتهم والقادر عليهم، وهو الله عز وجل. واعلم أن كلمة (الرب) إذا أطلقت لم يُرَد بها إلا الله عز وجل، أما إذا أضيفت فهي إما أن تكون لله عز وجل أو لغيره حسب الكلام. تقول:(رب الأسرة) كناية عن الأب، وتقول (رب البيت) أي صاحبه.
(سامع) أي سامعًا لدعائه عالمًا بحاله.
(محمد بن الجزري الشافعي) سبق التعرف عليه.
(١) الدقائق المحكمة ص: ٦، وقال: رواه أبو داود وغيره وحسنه ابن الصلاح وغيره.