في هذا البيت يوضح الناظم أول نوع وهو المد اللازم، ويوجد قولان في سبب تسميته لازمًا:
الأول: لأن جميع القراء اتفقوا على وجوب مده.
الثاني: لأنه موجود في حالتي وصل الكلمة والوقف عليها.
وعرَّفه في البيت بأنه المد الحادث (إن جاء) أي إذا وُجِد حرفٌ (ساكنُ حالين) أي ساكن حال الوقف على الكلمة ووصلها مثل: [الطَّامَّة - الضَّالِّين].
وحكمه: الإشباع أي مدُّه سِتّ حركات، والحركة هي مقدار قبض الإصبع أو بسطه بدرجة بين السرعة والبطء.
واعلم أن المدّ اللازم نوعان: كلمي وحرفي.
أولاً: المد اللازم الكلمي:
وسُمي بالكلمي لأنه حدث في كلمة (أي لم يحدث في حرف) وهو ينقسم إلى:
١ - مد لازم كلمي مثقل:
وفي هذا النوع يكون عندنا حرف مد ولين بعده سكون أصلي مدغم (أي حرف مشدد) نحو (الضالّين - آلله - ءالذَّكرين)، وسبب دخول التشديد في الحكم هو أن تشديد الحرف إنما هو عبارة عن النطق بالحرف مرتين متتابعتين نسكنه في الأولى ونحركه في الثانية، فأصل كلمة (الضالين) هو (الضالْلِين)(١)، وكذا أصل كلمة (الطَّامَّة) هو (الطَّامْمَة).
فائدة:
بما أنه في اللغة العربية لا يصح التقاء الساكنين، وفي الحالات السابقة
(١) لاحظ أن الأصل في (الضَّالِّين) هو: (الضَّالِلِين) وكذا الأصل في (الحاقَّة) هو (الحاقِقَة) ولكن سُكِّن الحرف الأول لضرورة الإدغام، وهكذا أيضًا بالنسبة لنظائر هاتين الكلمتين.