(الحمد) أي الثناء لله عز وجل، وقيل: الحمد بمعنى الشكر، وقيل: الحمد يكون باللسان والشكر يكون بالجوارح كلها، لقوله عز وجل:{اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْراً}[سبأ: ١٣]، وقيل: الشكر يكون مقابل نعمة، أما الحمد فلا يشترط فيه ذلك.
أما المدح فهو: الثناء، وهو إما أن يكون مقابلاً لفعل اختياري من شخص (كأن تمدح شخصًا قدَّم إليك معروفًا) أو غير ذلك (كأن تمدح شخصًا لحسنه وجماله).
قوله:(وصلى الله على نبيه) أي محمد - صلى الله عليه وسلم -، والصلاة لغة: هي الدعاء، قال الله عز وجل:{خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ}[التوبة: ١٠٣]، أي: ادع لهم، والصلاة من الله عز وجل على نبيه - صلى الله عليه وسلم - هي: ثناؤه عليه في الملأ الأعلى وإعلاء ذكره وتعظيم شأنه في الدنيا والآخرة.
وكان يَحْسُن بالمؤلف أن يذكر السلام على النبي - صلى الله عليه وسلم - حيث أنه يُكْره أن يُذكر أحدهما دون الآخر؛ لقول الله عز وجل:{صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}[الأحزاب: ٥٦].
و (النبئ والنبي) بالهمز وتركه: هو المخبر عن الله عز وجل، وقيل في الفرق بين النبي والرسول ما يلي:
١ - النبي هو الرسول.
٢ - النبي هو من أرسل إلى قومٍ مؤمنين يوضح لهم معنى معينًا، أما الرسول فهو من أرسل إلى قوم كافرين.
٣ - النبي هو من أرسل متممًا لشريعة نبي قبله، مثل: عيسى عليه السلام، أما الرسول فهو من أرسل بدين جديد وبشريعة جديدة.
٤ - النبي هو من أوحي إليه ولم يؤمر بالتبليغ، أما الرسول فهو من أوحي إليه وأُمِرَ بالتبليغ، وعلى هذا يكون كل رسول نبي وليس العكس.