للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

من سار على نهجه سلك، ومن تركه هلك، رفع الله به أقوامًا فجعلهم يمشون على الأرض، وقلوبهم ترفرف حول العرش، أحيا الله ذكرهم بالقرآن في حياتهم، وبعد موتهم، جعلهم رجالاً تحيا بذكرهم القلوب، حملوا راية الإسلام، ونقلوا لنا القرآن عذبًا كما أنزل، جعلنا الله منهم ... آمين.

جزى الله بالخيرات عنا أئمة ... لنا نقلوا القرآن عذبًا وسلسلاً (١)

وأَذَلَّ الله بهذا القرآن آخرين، لما تركوا العمل به، ولم يأتمروا بأوامره، ولم ينتهوا بزواجره، وهجروا قراءته، وتركوا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار، فاسودت في وجوههم الدنيا، وأصبحوا كالبيوت الخربة، قلوبهم ميتة، لا تهزهم الآيات، ولا تنضح لهم الخبايا والعلامات، فقدوا التلذذ بحلاوة القرآن الكريم وما ظلمهم الله ولكن ظلموا أنفسهم، فصاروا أقوامًا تموت بذكرهم القلوب، وتشمئز من ذكرهم النفوس، نسأل الله أن لا يجعلنا منهم ... آمين.

وبعد، فأقول:

إن مما دفعني إلى التقدم لشرح متن الجزرية للعلامة الإمام الثقة العدل بشهادة الأمة، الإمام أبي الخير محمد بن محمد بن محمد بن يوسف الجزري، الشهير بـ (ابن الجزري) - دفعني إلى ذلك - بعد رضا الله عز وجل وثوابه ما رأيته من حاجة بعض طلبة هذا العلم الشريف إلى شرح وافٍ لهذه المنظومة المباركة بإذن الله عز وجل، وأيضًا ما رأيته من أخطاء يقع فيها كثير ممن يحفظون كتاب الله عز وجل، والتي ينبغي أن لا يقعوا فيها، وأيضًا ما رأيته من إنكار بعض أساتذتي لبعض مواضع في كتب مختلفة من الكتب التي تتكلم في علوم التجويد، إلى غير ذلك.

ولقد ضمنت هذا الشرح إضافات وزيادات لابد من معرفتها،


(١) من "حرز الأماني ووجه التهاني" للإمام الشاطبي.

<<  <   >  >>