للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقعت في أول الكلمة مثل: (رزقًا - ردءًا)، أو في وسطها مثل: (ذرية - الريح - يشرك)، أو في آخرها مثل: (الآخر - النهار).

قوله: (كذلك) أي أنها ترقق كذلك إذا أتت ساكنة بعد حرف مكسور بكسرة أصلية، بشرط أن لا يكون الحرف الذي بعد هذه الراء حرف استعلاء مثل: (الفردوس).

مما سبق يتضح أنه حتى نرقق الراء الساكنة لابد من توافر شرطين:

الأول: أن يكون قبلها حرف مكسور بكسرة أصلية.

الثاني: أن يكون بعدها حرف مستفل (أي غير مستعلٍ).

أما إذا اختل أحد الشرطين فإنها تفخم قولاً واحدًا مثل الراء في: (قرطاس - فرقة - لبالمرصاد) فإنه تفخم لوجود حرف استعلاء بعدها، وكذلك تفخم في مثل: (إلا من ارتضى - إن ارْتبتم - أم ارْتابوا).

فائدة:

اعلم أنه لم يأت في القرآن الكريم من حروف الاستعلاء بعد الراء الساكنة إلا ثلاثة حروف فقط لا غير وهي: (ص: - ط - ق) (١).

وَالْخُلْفُ فِي فِرْقٍ لِكَسْرٍ يُوجَدُ ... وَأَخْفِ تَكْرِيْرًا إِذَا تُشَدَّدُ

أخبر أن كلمة (فرق) في قوله تعالى: {فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ} [الشعراء: ٦٣] فيها الوجهان: التفخيم والترقيق؛ فمن قال بالتفخيم سار على القاعدة، فهي راء ساكنة بعدها حرف استعلاء، ومن قال بالترقيق نظر إلى وجود كسرة قبلها بالإضافة إلى ضعف قوة حرف الاستعلاء (القاف) الذي بعدها لكونه مكسورًا، فرققها لوقوعها بين


(١) انظر: الدقائق المحكمة، ص: ٢٦.

<<  <   >  >>