يفتقدك، واعلم أن كتاب الله عز وجل حمله إلينا الرجال المؤمنون المخلصون العباد الزهاد الثقات بشهادة الأمة الإسلامية، وبشهادة أعدائها، فلتكن واحدًا من هذا السند الشريف المبارك، ومن هذه الزمرة الطيبة، وتحلَّ بأخلاق عباد الله الصالحين.
وليكن قدوتك وأسوتك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاقرأ سيرته، وانظر إلى أخلاقه، واقرأ في سير الصالحين، وتخلق بأخلاقهم، ولا تغرنك زخرفة ورقات الكتب، ولا تنظر إلى الورق الأبيض والورق الأصفر، ولكن اهتم بمادة الكتاب العلمية، وانظر إلى فوائده، ولقد كان من العلماء من لا يجد ورقًا يكتب عليه فيكتب على ما يراه صالحًا للكتابة عليه، وطلبة العلم في هذه الأيام ترى كثيرًا منهم لا يشتري الكتاب لأن ورقه أصفر، وهو جاهل بهذه الدرر والكنوز التي يحتويها هذا الكتاب.
وغفر الله لي ولك ولإخواننا تقصيرنا في حق الله عز وجل، ونسأله أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته.
وأسأل الله عز وجل أن ينفع بهذا الكتاب كاتبه وقارءه ومتعلمه وكل من شارك فيه وفي نشره، وأن يجعله زادًا لنا في الدارين، وأن يقبله منا، إنه سبحانه ولي ذلك والقادر عليه، وأن يجعله في ميزان حسناتنا، اللهم اجز نبينا عنا خير ما جزيت به نبيًا عن أمته، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصل اللهم وبارك على نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.