للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهي: (دُنْيا - صِنْوَان - قِنْوان - بُنْيَان)، ويجب الإظهار في هذه الكلمات الأربعة، وأشار إلى ذلك بقوله: (إلا بكلمة كدنيا عنونوا).

والعلة في عدم الإدغام في هذه الكلمات الأربعة هي مخافة إشباه المضاعف (مثل: حيَّان)، فلا نقول: (صِوَّان) أو (دُيَّا)؛ لأننا لو أدغمنا، فإنه لا يُعرف ما أَصْلُهُ النون فأُدغِمَ، وما أَصْلُهُ التضعيف (١).

وأمثلة الإدغام بغنة: [مَن يَّعمل - من وَّراء - مَن نُّعمره - مِن مَّا - يومئذ يَّفْرح - باخعٌ نَّفسك - حينٌ مِّن - أذنٌ وَّاعية].

ومن أمثلة الإدغام بدون غنة: [مَن لَّه - مِن رَّبهم].

لاحظ أن الإدغام لا يكون إلا في كلمتين كما سبق.

فائدة:

سُمِّي الإدغام بغنة ناقصًا؛ لأننا ندغم النون ولكن نُبْقي صفة من صفاتها وهي الغنة.

وسُمي الإدغام بدون غنة كاملاً؛ لأننا ندغم النون تمامًا ولا نبقي شيئًا من صفاتها.

القَلْبُ عِنْدَ البَا بِغُنَّةٍ كَذَا ... الاخْفَا لَدَى بَاقِي الحُرُوفِ أُخِذَا

تكلم هنا عن الحكمين الباقيين وهما: القلب (٢) والإخفاء.

والقلب لغة: التحويل أو الإبدال، والمراد به هنا أن النون الساكنة (أو التنوين) تقلب ميمًا بغنة مع إخفاء الميم إذا سبقت حرف الباء في كلمة مثل: (انبعث) أو في كلمتين مثل: (مِنْ بَعد - سميعًا بصيرًا).

أما الإخفاء لغة فهو: الستر. والمراد به هنا أنه عندما تسبق النون الساكنة (أو التنوين) باقي الحروف (أي الحروف غير: ء، هـ، ع، ح، خ، غ/ ل


(١) انظر: أحكام تلاوة القرآن الكريم، ص: ١٧٦.
(٢) قال الأستاذ محمد منيار في التعبير عن القلب بـ (الإقلاب): إنه خطأ. ففي القصد النافع ص: ٢٣٠ "ولا يقال: إقلاب كما يقوله بعض عوام الطلبة؛ لأن إفعال لا يأتي إلا من: أفعل، مثل: أظهر وأخفى. ولا يُقال: أقلب، فلا يقال: إقلاب". اهـ.
انظر: أحكام تلاوة القرآن الكريم، بالهامش.

<<  <   >  >>