للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:

فَمِنْ أينَ الشُّعاعُ فلستُ أَدْرِي ... وكيفَ البدرُ في الخضْرا تكوَّر

وطَلَّ الفَجْرُ في الدُّنيا بشَمسٍ ... أبِكْرٌ هذه أم بنتُ أمس

فينقَشِعُ الظَّلامُ ولم يُطقْها ... يَكِرُّ بجُنْدِهِ في حينِ نُمْسِي

رأيتُكَ خالِقي في كلِّ معنًى ... كلامُكَ بين أظهرِنا سمِعْنا

ولَوْلا أنتَ ما كُنَّا وكانتْ ... نفوسٌ في أكنَّتِنا اجتَمَعْنا

لقد فجَّرْتَ ينبوعَ المعانِي ... فراعَ الكُفرُ من سِحْرِ المثاني

كتبتَ لكَ البقاءَ فدُمتَ حيًّا ... قديرًا مالِكًا والكُلُّ فَانِي

أأُذري الدَّمعَ أم تَكْفِي شُجُوني ... لغيرِ هواكَ ما سَالتْ عُيوني

فمن نرجُو سِوَاكَ ومن سَيَرْحَمْ ... وقد أَسْلَفْتُ ذنبًا حالَ دُوني

نظرتُ إليكَ من جُنحِ الغُيوبِ ... وقد كثُرَتْ على قَلبي ذُنوبي

وقد سارتْ خُطَايَ علَى طريقٍ ... إلى ربِّ السَّنا أبدًا هُروبي

إليكَ عَقَدْتُ بالوُثقَى حِبَالي ... ومن فَيْضِ الهُدَى شَرَفي ومالي

بنورِ عُلاكَ أمضي في طَرِيقي ... أضاءتْ من سَنى النُّورِ اللَّيالي

* * *

<<  <