للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[وما قدروا الله حق قدره]

قال تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [الزمر:٦٧].

هذا ذمٌّ للمشركينَ الذينَ لم يخلِصُوا العبادةَ للهِ فعبدُوا مع اللهِ آلهةً أخرى وذلكَ لجهلِهِم بعظمةِ اللهِ عزَّ وجلَّ وما يستحِقُّه منَ العبادةِ والتعظيمِ. وهذه الآيةُ تشملُ كلَّ من عبدَ مع اللهِ غيرَه في كلِّ زمانٍ ومكانٍ فهؤلاءِ جميعًا ما قدروا اللهَ حقَّ قدرِه.

قالَ ابنُ كثيرٍ في تفسيرِه: «يقولُ تعالى: وما قدرَ المشركونَ اللهَ حقَّ قدرِه، حينَ عبدُوا معه غيرَه، وهو العظيمُ الذي لا أعظمَ منه، القادرُ على كلِّ شيءٍ، المالكُ لكلِّ شيءٍ، وكلُّ شيءٍ تحتَ قهرِه وقدرتِه.

وقال السُّدِّيُّ: ما عظَّموه حقَّ عَظَمَتِهِ.

وقال محمدُ بنُ كعبٍ: لو قَدَرُوه حقَّ قَدْرِه ما كَذَّبوه.

وقال عليُّ بنُ أبي طلحةَ، عن ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} همُ الكفارُ الذين لم يؤمنوا بقدرةِ اللهِ تعالى عليهم، فمن آمنَ أنَّ اللهَ على كلِّ شيءٍ قديرٌ فقد قَدَرَ اللهَ حقَّ قدرِه، ومن لم يؤمنْ بذلك فلم يَقْدُرِ اللهَ حقَّ قدرِهِ» (١).


(١) تفسير ابن كثير (٧/ ١١٣).

<<  <   >  >>