للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٥٨ - يسبحُك الخلقُ في كلِّ آن

الدكتورة عاتكة الخزرجية (١)

يسبحُك الخلقُ في كلِّ آنِ ... ويَعْنو لهيبَتِك القَانِتون

ويَسْأَلُك الرحمَةَ الأتقِيَا ... ء ويأوي إلى ظِلِّك المذنبون

وتُحنى الجباهُ لعزِّ الإلهِ ... ويخضَعُ للأكبرِ الكابرون!

تباركتَ سُبِّحْتَ يا ذا الجلا ... لِ ويا من إليه غدًا يَنْسِلُون

ويا مجريَ الفُلْكَ فوقَ البحا ... رِ ومن باطنِ الصَّخْر ثجَّ العُيُون

ويا مُجري الشمسَ في أُفْقِها ... وكلٌّ على فَلَكٍ يَسْبَحُون

تباركتَ كيف سَلَخْتَ النها ... رَ من الليل كيف مَسَخْتَ القُرون؟

وكيف بَرَيتَهُمُ من رُغَا ... م وكلٌّ إلى أجلٍ سائرون؟

وَسَرَّيْتَ بينهُمُ بالحِما ... مِ ورَوَّضْتَ فيهم جماحَ الحَرون (٢)

تباركت كيف قَسَمْتَ الجُدو (٣) ... د وكيف يُقال بها العَاثرون

وسعتَ بحِلْمِك طيشَ الجَهُو ... ل وغيَّ الكفورِ ولُؤْمَ الخؤُون

ولم توصِدِ البابَ دونَ الجَمُو ... دِ ولا دونَ ما أمَّل التَّائبون

حكمتَ فأقسطْتَ في العالمين ... وبالعَدْلِ فليحْكُم الحَاكِمون


(١) تسبيح ومناجاة وثناء - حسن موسى الشريف (ص:١٣٢ - ١٣٤).
(٢) الحرون: المكابر والمعاند.
(٣) الجدود: الحظوظ.

<<  <   >  >>