٧٧ - نحن العبيد وأنت الملك (١)
يا منْ يُغيثُ الورَى من بعدِ ما قَنَطوا ... ارحَمْ عبادًا أكُفَّ الفقرِ قد بَسَطُوا
عودتهُم بسطَ أرزاقٍ بلا سَبَبٍ ... سوى جميلِ رجاءٍ نَحْوَهُ انبسَطوا
وعُدْتَ بالفضلِ في وردٍ وفي صَدْرٍ ... بالجودِ إن أقسَطوا والحلمِ إن قَسَطُوا
عوارفُ ارتبطَتْ شُمُّ الأنوافِ بها ... وكلُّ صعبٍ بقيدِ الجودِ يرتبطُ
يا من تعرَّفَ بالمعروفِ فاعترفَتْ ... بجَمِّ إنعامِهِ الأطرافُ والوسَطُ
وعالمًا بخفيَّاتِ الأُمورِ فلا ... وهمٌ يجوزُ عليه لا ولا غَلَطُ
عبدٌ فقيرٌ ببابِ الجودِ مُنكَسِرٌ ... من شأنهِ أن يوافي حينَ ينضَغِطُ
مهمَا أتَى ليمدَّ الكفَّ أخجَلهُ ... قبائحٌ وخطايَا أمرُها فَرَطُ
يا واسعًا ضاقَ خطوُ الخلقِ عن نِعَمٍ ... منهُ إذا خَطَبُوا في شُكرِها خبطُوا
وناشرًا بيدِ الإجْمالِ رحمتَهُ ... فليسَ يلحَقُ منهُ مسرفًا قَنَطُ
ارحمْ عبادًا بضنكِ العيشِ ما لهَمُوا ... غيرُ الدُجنَّةِ لحُفٌ والثَّرى بُسُطُ
لكنَّهم من ذُرَى علياكَ في نَمَطٍ ... سامٍ رفيعِ الذُرَى ما فوقَه نَمَطُ
ومن يكنْ بالذي يهواهُ مجتمعًا ... فما يُبالي أقامَ الحيُّ أم شَحَطُوا
نحنُ العبيدُ وأنتَ الملكُ ليسَ سوَى ... وكلُّ شيءٍ يُرَجَّى بعدَ ذا شَطَطُ
* * *
(١) موارد الظمآن لدروس الزمان (١/ ٤٨).