للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المعاني الجامعة للأسماء الحسنى]

وقال الشيخُ عبدِ الرحمنِ السعديِّ (١):

«وقد تكررَ كثيرٌ من أسماءِ اللهِ الحسنى في القرآنِ بحسبِ المناسباتِ، والحاجةُ داعيةٌ إلى التنبيهِ إلى معانِيها الجامعةِ، فنقولُ:

قد تكرَّرَ اسمُ «الربِّ» في آياتٍ كثيرةٍ.

«الربُّ»: هو المربِّي جميعَ عبادِه بالتدبيرِ وأصنافِ النِّعمِ. وأخصُّ من هذا تربيتُه لأصفيائِهِ بإصلاحِ قلوبِهم وأرواحِهم وأخلاقِهم. ولهذا كَثُرَ دعاؤُهم له بهذا الاسمِ الجليلِ، لأنَّهم يطلبُونَ منه هذهِ التربيةَ الخاصَّةَ.

١ - «اللهُ»: هو المألوهُ المعبودُ، ذو الألوهيةِ والعبوديةِ على خلقِهِ أجمعينَ، لما اتَّصفَ به من صفاتِ الألوهيةِ التي هي صفاتُ الكمالِ.

٢، ٣ - «الملكُ، المالكُ»: الذي لهُ الملكُ فهو الموصوفُ بصفةِ الملكِ، وهي صفاتُ العظمةِ الكبرياءِ، والقهرِ والتدبيرِ، الذي له التصرفُ المطلقُ في الخلقِ والأمرِ والجزاءِ، وله جميعُ العالمِ العلويِّ والسفليِّ، كلُّهُم عبيدٌ ومماليكُ، ومضطرونَ إليه.

٤، ٥ - «الواحدُ، الأحدُ»: وهو الذي تَوحَّدَ بجميعِ الكمالاتِ، بحيثُ لا يشارِكُهُ فيها مشاركٌ، ويجبُ على العبيدِ تَوْحِيدُهُ، عقلًا، وقولًا، وعملًا، بأنْ يعترفُوا بكمالِه المطلقِ، وتفرُّدِه بالوحدانيةِ، ويفردُوه بأنواعِ العبادةِ.


(١) ملحق بتفسير السعدي (ص:٩٤٥ - ٩٤٩).

<<  <   >  >>