فقال: لو شئتَ أبقيتَ على نفسك، فإنَّ ما تُنفقه ما أبعد رجوعه إليه، قال: من له مولى غني لم يفتقر فقال المأمون: من أراد أن يكرمني فليكرم ضيفي محمدًا، فجاءته الأموال فما ذخر منها درهمًا، وقال: الكريم لا تحنكه التجارب.
وقيل للعتبي: مات محمد، فقال:
نحن متنا بفقده ... وهو حي بمجده
* * *
[رب كلمة قالت لصاحبها دعني]
فحل الشعراء، أبو الحسن، علي بن جبلة بن مسلم الخراساني العَكَوك وقد ولد أعمى وكان أسود أبرص (١٠/ ١٩٢).
قال الجاحظ: كان أحسن خلق الله إنشادًا وهو القائل في أبي دلف الأمير!
إنما الدنيا أبو دلف ... بين مغزاه ومحتضره
فإذا ولي أبو دلف ... ولت الدنيا على أثره
كل من في الأرض من عرب ... بين بادية إلى حضره
مستعير منك مكرمة ... يكتسيها يوم مفتخره
قال ابن المعتز في طبقات الشعراء: لما بلغ المأمون خبر هذه القصيدة غضب وقال: اطلبوه، فطلبوه، فلم يقدروا عليه لأنه كان مقيمًا بالجبل ففر إلى الجزيرة، ثم إلى الشامات، فظفروا به، فحمل مقيدًا إلى المأمون فقال: يا ابن اللخناء، أنت القائل