قيل له: على ما بنيت أمرك في التوكل؟ قال: على خصال أربع: علمت أن رزقي لا يأكله غيري، فاطمأنت به نفسي، وعلمتُ أن عملي لا يعمله غيري فأنا مشغول به، وعلمت أن الموت يأتي بغتة، فأنا أبادره، وعلمت أني لا أخلو من عين الله، فأنا مستحي منه.
وعنه: تعاهد نفسك في ثلاث: إذا عملت فاذكر نظر الله إليك وإذا تكلمت فاذكر سمع الله منك، وإذا سكت فاذكر علم الله فيك.
وعنه قال: لو أن صاحب خير جلس إليك، لكنت تتحرز منه وكلامك يعرض على الله فلا تتحرز.
* * *
[الانتصار للعلماء]
قال الحافظ أبو بكر الأعين: رجال خراسان أربعة: عبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي ومحمد بن إسماعيل البخاري قبل أن يظهر منه ما ظهر ومحمد بن يحيى، وأبو زرعة.
قلت: هذه دقة من الأعين، والذي ظهر من محمد أمر خفيف من المسائل التي اختلف فيها الأئمة في القول في القرآن، وتسمى مسألة أفعال التالين، فجمهور الأئمة والسلف والخلف على أن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق، وبهذا ندين الله تعالى، وبدَّعوا من خالف ذلك، وذهبت الجهمية والمعتزلة والمأمون، وأحمد بن أبي داود القاضي، وخلق من المتكلمين والرافضة إلى أن القرآن كلام الله المنزل مخلوق.
وقالوا: الله خالق كل شيء، والقرآن شيء.
وقالوا: تعالى الله أن يوصف بأنه متكلم، وجرت محنة القرآن وعظم