سليمان بن الأشعث بن شداد بن عمرو بن عامر، الإمام شيخ السُّنة، مقدم الحفاظ، الأزدي السجستاني محدث البصرة (١٣/ ٢٠٣).
قال أبو بكر بن داسة: سمعتُ أبا داود يقول: كتبتُ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خمس مائة ألف حديث، انتخبت منها ما ضمنته هذا الكتاب يعني كتاب السنن جمعتُ فيه أربعة آلاف حديث وثماني مائة حديث، ذكرت الصحيح وما يشبهه ويقاربه، ويكفي الإنسان لدينه من ذلك أربعة أحاديث، أحدهما: قوله - صلى الله عليه وسلم -: «الأعمال بالنيات» والثاني: «من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه» والثالث قوله: «لا يكون المؤمن مؤمنا حتى يرضى لأخيه ما يرضى لنفسه» والرابع: «الحلال بَيِّنٌ».
قال الإمام الذهبي: قوله: يكفي الإنسان لدينه، ممنوع بل يحتاج المسلم إلى عدد كثير من السنن الصحيحة مع القرآن.
قال ابن داسة: سمعتُ أبا داود يقول: ذكرت في «السنن» الصحيح وما يقاربه، فإن كان فيه وهن شديد بينته
قلت: فقد وفى رحمه الله بذلك بحسب اجتهاده وبين ما ضعفه شديد ووهنه غير محتمل وكاسر عما ضعفه خفيف محتمل، فلا يلزم من سكوته والحالة هذه عن الحديث أن يكون حسنًا عنده، ولا سيما إذا حكمنا على حد الحسن باصطلاحنا المولد الحادث، الذي هو في عرف السلف يعود إلى قسم من أقسام الصحيح، الذي يجب العمل به عند جمهور العلماء، أو الذي يرغب عنه أبو عبد الله البخاري، ويمشيه مسلم وبالعكس فهو داخل في أداني مراتب الصحة فإنه لو انحط عن ذلك لخرج عن الاحتجاج ولبقي متجاذبًا بين الضعف والحسن، فكتابُ أبي داود على ما فيه من الثابت ما أخرجه الشيخان، وذلك