حكى المدائني أنه أُدخل على المأمون، فحدثه بأحاديث عن علي، فلعن بني أمية.
فقلت: حدثني المثنى بن عبد الملك الأنصاري قال: كنت بالشام، فجعلتُ لا أسمع عليًا ولا حسنًا إنما أسمع: معاوية يزيد، الوليد.
فمررت برجل على بابه، فقال: اسقه يا حسن.
فقلت: أسَمَّيت حسنًا؟
فقال: أولادي، حسن وحسين، وجعفر، فإن أهل الشام يسمون أولادهم بأسماء خلفاء الله، ثم يلعن الرجل ولده ويشتمه.
قلت: ظننتك خير أهل الشام، وإذا ليس في جهنم شرُ منك.
فقال المأمون: لا جَرم قد جعل الله من يلعن أحياءهم وأمواتهم يريد الناصبة (١٠/ ٤٠٢).
* * *
[أقوال المبتدعة]
قال أحمد بن حنبل: أخبرني رجل من أصحاب الحديث أن يحيى بن صالح قال: لو ترك أصحاب الحديث عشرة أحاديث يعني هذه التي في الرؤية.
ثم قال أحمد: كأنه نزع إلى رأي جهم.
قلت: والمعتزلة تقول: لو أن المحدثين تركوا ألف حديث في الصفات والأسماء والرؤية والنزول لأصابوا، والقدرية تقول: لو أنهم تركوا سبعين حديثًا في إثبات القدر.
والرافضة تقول: لو أن الجمهور تركوا من الأحاديث التي يدعون صحتها