قال زكريا الساجي: قدم ابن المديني البصرة: فصار إليه بندار فجعل علي يقول: قال أبو عبد الله، قال أبو عبد الله.
فقال بندار على رؤوس الملأ: من أبو عبد الله، أأحمد بن حنبل؟
قال: لا أحمد بن أبي داود، فقال بندار: عند الله أحتسب خطاي، شبَّه علي هذا وغضب وقام.
قال ابن عمار الموصلي في تاريخه: قال لي علي بن المديني: ما يمنعك أن تكفرَّ الجهمية، وكنت أنا أولًا لا أكفرهم؟ فلما أجاب علي إلى المحنة، كتبت إليه أذكره ما قال لي، وأذكره الله، فأخبرني رجل عنه أنه بكى حين قرأ كتابي، ثم رأيته بعد، فقال لي: ما في قلبي مما قلت، وأجبت إلى شيء، ولكني خفتُ أن أقتل وتعلم ضعفي أني لو ضربت سوطًا واحدًا لمت أو نحو هذا.
* * *
[أبو تمام]
شاعر العصر حبيب بن أوس الطائي، أسلم وكان نصرانيًا، مدح الخلفاء والكبراء وشعره في الذروة (١١/ ٦٣).
قال في المعتصم:
تَغاير الشعرُ فيه إذا سهرت له ... حتى ظننت قوافيه ستَقْتَتلٌ
وقد كان البحتري يرفع من أبي تمام، ويقدمه على نفسه، ويقول: ما أكلت الخبز إلا به، وإني تابع له.
ومن شعره:
وطولُ مقام المرء بالحي مُخلقُ ... لديباجتيه فاغترب تتجدد