قلت: لم أسألك صنع الله، إنما سألتك صدقة، فقال: لطف الله بك.
قلت: لم أسألك لطف الله إنما سألتك صدقة.
فغضب وقال: الصدقة لا تحل لك.
قلت: ولما؟
قال: لأن جريرًا حدثنا عن الأعمش عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا تحل الصدقة لغني ولا لذي مرة سوي»(١).
فقلت: ترفق يرحمك الله فمعي حديث في كراهية العمل.
قال إسحاق: وما هو؟
قلت: حدثني أبو عبد الله الصادق الناطق عن إفشين عن إيتاخ عن سيماء الصغير، عن عجيف بن عنبسة، عن زغلمج بن أمير المؤمنين، أنه قال: العمل شؤم، وتركه خير، تقعد تمني خير من أن تعمل تعني، فضحك إسحاق، وذهب غضبه، وقال: زدنا.
فقلت: وحدثنا الصادق الناطق بإسناده عن عجيف.
قال: قعد زغلمج في جلسائه فقال: أخبروني بأعقل الناس، فأخبر كل واحد بما عنده.
فقال: لم تصيبوا بل أعقل الناس الذي لا يعمل لأن من العمل يجيء
(١) قال المحقق وفقه الله: أخرجه الترمذي (٦٥٢) في الزكاة، والطيالسي (١/ ٧٧١) وأبو داود (١٦٣٤) في الزكاة وعبد الرزاق (١٧٥٢) من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي ص قال: «لا تحل الصدقة لغني ولا لذي مرة سوي» وسنده قوي وله شاهد من حديث أبي هريرة عند النسائي (٥/ ٩٩) وابن ماجة (١٨٣٩) ولا بأس في سنده في الشواهد، والمرة: القوة، وأصلها من شدة قتل الحبل يقال: أمررت الحبل إذا أحكمت فتله، والسوي: الصحيح الأعضاء الذي ليس به عاهة.