للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٨٥ - حديث جويرية:

قال أبو داود: نا عبد العزيز بن يحيى الحراني أبو الأصبغ، قال: نا محمد يعني: ابن مسلمة، عن ابن إسحاق، عن محمد بن جعفر بن الزبير، عن عروة بن الزبير، عن عائشة قالت: وقعت جويرية بنت الحارث بن (المصطلق) (١)، في سهم ثابت بن قيس بن الشماس (٢) أو ابن عمٍّ له، فكاتبت على نفسها، وكانت امرأة صالحة (٣)، تأخذها العين، فجاءت تسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في كتابتها، فلمَّا قامت على الباب فرأيتُها فكرهتُ (٤) مكانها، وعرفت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سيرى منها مثل الذي رأيت، فقالت: يا رسول الله! أنا جويرية بنت الحارث، وأنا كان من أموي ما لا يخفى عليك، وإني قد وقعتُ في سهم ثابت بن قيس بن الشماس، وإني كاتبت على نفسي، فجئتك (٥) أسألك في كتابتي، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فهل لك إلى ما هو خير منه؟ " قالت: وما هو يا رسول الله؟ قال: "أؤدي عنك كتابتك وأتزوجك" قالت: قد فعلت، قالت: فتسامع -يعني الناس- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد تزوَّجها، فأرسلوا ما في أيديهم من السبي (٦) فأعتقوهم، وقالوا: أصهار رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فما رأينا امرأة كانت أعظم بركة على قومها منها، أعتق في سببها مئة أهل بيت من بني المصطلق (٧).


(١) في الأصل: "المسترق" والصواب: "المصطلق"، كما في الحديث.
(٢) كذا في الأصل، وفي "سنن أبي داود": "شماس" بدون "أل".
(٣) كذا في الأصل، وفي "سنن أبي داود": "امرأة ملاحة".
(٤) كذا في الأصل، وفي "سنن أبي داود": "كوهمت".
(٥) كذا في الأصل، وفي "سنن أبي داود": "فجئت".
(٦) في الأصل: "النساء"، والأظهر: "السبي"، كما أثبته وهو لفظ أبي داود.
(٧) رواه أبو داود في سننه: ٥/ ٣٩٣، باب بيع المكاتب إذا فسخت المكاتبة. قال أبو داود: فيه محمد بن إسحاق. اهـ.
ومحمد بن إسحاق: هو ابن يسار أبو بكر، ويقال: أبو عبد الله الطلبي مولاهم المدني، الإِمام، رأى أنسًا وروى عن: عطاء والزهري، وعنه: شعبة والحمادان والسفيانان =

<<  <   >  >>