للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

برواية الترمذي (١) عن الحسين (٢) بن حُرَيث، قال: نا علي بن الحسين بن واقد، قال: نا أبي، نا عبد الله، فذكره، قال فيه: حديث حسن صحيح.

وقوله هذا عندي صواب، فإنَّ علي بن الحسين بن واقد (٣) المذكور لم


(١) أخرجه الترمذي في مناقب عمر - رضي الله عنه - بلفظه، وقال: حديث حسن صحيح قريب، من حديث بريدة، وفي الباب: عن عمر وسعد بن أبي وقاص وعائشة: ٥/ ١٢١.
وروى أبو داود: عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، نحوه.
وعزاه الزيلعي في: نصب الراية: ٣/ ٣٠٠ - ٣٠١ إلى ابن أبي شيبة، من حديث زيد بن الحباب بن حسين بن واقد به، وزاد: فضربت، فدخل أبو بكر وهي تضرب، ثم دخل عمر وهي تضرب، فألقت الدف وجلست عليه، فقال -عَلَيْهِ السَّلَامْ-: "إني لأحسب الشيطان يفرق منك يا عمر" قال: وهذا حديث صحيح. انتهى كلامه.
وعزاه أيضًا إلى ابن حبان في صحيحه.
ثم قال: قال ابن القطان في "كتابه": وعندي أنه ضعيف، لضعف علي بن حسين بن واقد، قال أبو حاتم: ضعيف، وقال العقيلي: كان مرجئيًّا، ولكن قد رواه غيره. (٣/ ٣٠٠ - ٣٠١). قلت: لا أدري في أي كتاب صرح ابن القطان بما نقله الزيلعي عنه في حديث علي بن حسين بن واقد المتقدم، وكلامه في كتاب "أحكام النظر" صريح في أن حديث علي بن حسين بن واقد هذا صحيح، يؤيد ما ذهب إليه الترمذي من أنه حديث حسن صحيح، وما ذهب إليه ابن أبي شيبة أيضًا، وأن ابن القطان يرد ما نسبه العقيلي إلى علي بن حسين بن واقد من الإِرجاء، بكونه لم يصحَّ عنه ولا أنه دعا إليه، وإنما هو كبقية المحدثين الذين ينسب إليهم رأي من هذه الآراء من غير أن يجتنب شىء من حديثهم، إلا أن يكون ما نسبه الزيلعي إلى ابن القطان مذهب الأول في هذا الحديث، أو الثاني ولم أقف عليه.
(٢) في الأصل: "حسن"، والصواب: "الحسين بن حريث" كما في سنن الترمذي، وهو الحسين بن حريث أبو عمار الخزاعي المروزي، عن: فضيل بن عياض وابن المبارك، وعنه: البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وأبو داود، ثقة، توفي سنة (٢٤٤ هـ). الكاشف: ١/ ١٦٩.
(٣) هو علي بن الحسن بن واقد المروزي: صدوق، وثق، وقال أبو حاتم: ضعيف، وقوّاه غيره، والأولى فيه: أنه صدوق، تكلم فيه لعلة الإرجاء، مات سنة إحدى عشرة ومئتين بعد أن عاش نيفًا وثمانين سنة. انظر: المغني في الضعفاء: ٢/ ٤٤٦؛ الكاشف: ٢/ ٢٤٦.

<<  <   >  >>