للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي: أبو أذينة من أهل مصر، ولا أدري أله صحبة أم لا؟.

فإن قيل: وهل صحَّ:

١١٣ - حديث يروى عن ابن عباس، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تعلموا نساءكم الكتابة، ولا تسكنوهن العلالي" (١).

ومعناه قلناه، أما صحته فلا سبيل إليها، لأنه من رواية جعفر بن نصر (٢)؛ أبي ميمون العنبري، وهو مجهول يحدث بالأباطيل.

وفي بابه ذكر الحديث المذكور أبو أحمد بن عدي، وهو يرويه عن حفص بن غياث (٣)، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عباس.


= وقد أثبت الصحبة لأبي أذينة الحافظ ابن السكن، وابن عبد البر، وأبو موسى المديني، وهو الصواب إن شاء الله تعالى.
وأما عُلَي بن رباح: فهو ثقة، وابنه موسى: صدوق ربما أخطأ، وقد وثقه غير واحد من الأئمة، وأخرج له مسلم والأربعة.
والحسن بن سوّار: ثقة، روى عنه أحمد بن حنبل وغيره، وقد تابعه على هذا الحديث محمد بن بكار بن بلال، وهو صدوق كذلك وثقه غير واحد، وتابعه كذلك عبد الله بن صالح كاتب الليث.
والحديث لا ينزل عن الحسن إن شاء الله).
(١) ذكره ابن عدي في "كامله"، في باب جعفر بن نصر أبي ميمون العنبري الكوفي، وقال بعد أن ذكر حديثًا آخر بإسناده: "وهذان الحديثان ليس لهما أصل في حديث حفص بن غياث"، ثم قال: "ولجعفر بن نصر غير ما ذكرت من الأحاديث موضوعات على الثقات". انظر: ٢/ ٥٧٥ - ٥٧٦. وقال صاحب اللآلئ: "لا يصح، جعفر بن نصر حدث عن الثقات بالبواطيل": ٢/ ١٦٨.
(٢) انظر ترجمته في: الكامل: ٢/ ٥٧٥؛ والمغني: ١/ ١٣٥؛ ولسان الميزان: ٢/ ١٣١.
(٣) حفص بن غياث: النخعي، قاضي بغداد، عن: عاصم الأحول ويحيى بن سعيد والأعمش وميمون بن مهران، وعنه: أحمد واسحاق ويحيى وغيرهم. قال يعقوب بن شيبة: ثبت إذا حدّث من كتابه، توفي سنة (١٩٤ هـ). الكاشف: ١/ ١٨٠؛ تذكرة الحفّاظ: ١/ ٢٩٧.

<<  <   >  >>