للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وممَّا يؤيد هذا: أن غير المخنث قد أخرج (وأسبل فيه) (*) هذا الأمر، وهم لم يبدُ منهم ما بدا من هذا.

١٣٦ - قال أبو داود: "حدثنا مسلم بن إبراهيم، نا هشام، عن يحيى، عن عكرمة، عن ابن عباس: أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - لعن المخنثين من الرجال، والمترجلات (١) من النساء، وقال: "أخرجوهم من بيوتكم، وأخرجوا فلانًا وفلانًا؛ يعني: المخنثين" (٢).

فهذا أدلُّ دليل على أنه إنما عنى بذلك الصنف كله، فإنه لعنه بإطلاق، ثم حكم فيهم بالإِخراج، دلَّ على إعراضه عن الحكم الأول الذي هو إباحة الدخول. ويمكن أن يكون قوله: "أخرجوه من بيوتكم" عائدًا إلى الصنفين: المخنثين والمترجلات، أمر الرجال بإخراج الجميع.

١٣٧ - قال عبد الرزاق: أخبرنا معمر، عن عكرمة، عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "أخرجوا المخنثين" دون "المترجلات" (٣). وكأن معمر اختصره، وهشام جاء به على الكمال.


(*) كذا في الأصل.
(١) المتشبهات بالرجال: روى أبو داود من طريق يزيد بن أبي زياد، عن عكرمة، فقلت له: ما المترجلات من النساء؟ قال: المتشبهات بالرجال
(٢) رواه أبو داود بلفظه في باب في الحكم في المخنثين: ٧/ ٢٤١ (مختصر)؛ ومن طريقه البخاري في جامعه، باب إخراج المتشبهين بالنساء من البيوت، ولفظه: عن ابن عباس قال: لعن النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - المخنثين من الرجال، والمترجِّلات من النساء، وقال: لا أخرجوهم من بيوتكم؛. قال: فأخرج النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - فلانًا، وأخرج عمر فلانة (الفتح: ١/ ٣٣٣). ورواء الترمذي في باب ما جاء في المتشبهات بالرجال من النساء: ٥/ ١٠٦: عن ابن عباس قال: "لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المخنثين من الرجال والمترجلات من النساء"، قال: هذا حديث حسن صحيح؛ وعزاه الحافظ ابن حجر في (الفتح: ١٠/ ٣٣٤) إلى أبي داود الطيالسي في مسنده: عن شعبة وهشام جميعًا، عن قتادة، عن عكرمة، وإلى الإمام أحمد: عن إسماعيل بن علية ويحيى القطان ويزيد بن هارون, كلهم عن هشام، عن يحيى بن أبي كثير ..
(٣) هذه الرواية والتي بعدها ذكرهما عبد الرزاق في مصنفه، باب المخنثين والمذكرات: ١١/ ٢٤٢.

<<  <   >  >>