للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وذهب بعض الفقهاء من الشافعيين إلى أنه ممنوع أن ينظر الأجنبي إلى عورة الصغير وإن كان ابن يومه، (وتأَوَّل) (١) ما لوي من تقبيل النبي - صلى الله عليه وسلم - زُبَيْبَ الحسن والحسين (٢)، على أنه كان وراء ثوب، ومَن يذهب إلى هذا يلتزم في غسله إذا مات ما يلتزم في غسل الكبير من ستره، والخبر الذي تكلف تأويله لا يصح، فلا حاجة إلى النظر فيه.

والذي صحَّ في هذا الباب ليس بنص في المقصود، وهو:

١٥٩ - حديث (أم) (٣) قيس بنت محصن: إذ أتت بابن لها صغير لم يأكل

الطعام إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأجلسه في حجره، فبال على ثوبه.

هذا صحيح، ولكن ليس لانكشاف ذلك منه فيه ذكر، ولا للنظر إليه.


(١) في الأصل: "وتأويل"، والظاهر ما أثبته.
(٢) روى ابن عدي في "كامله" من طريق قابوس بن أبي ظبيان الجنبي، عن أبيه، عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرّج بين فخذي الحسين وقبّل زبيبه. (٦/ ٢٠٧٢)، وقابوس: ضعفه النسائي وابن معين، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به، وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به. انظر: الكامل: ٦/ ٢٠٧٢. تهذيب التهذيب: ٨/ ٣٤٥.
(٣) فى الأصل: "أبي"، والصواب: "أم قيس" وحديثها رواه ابن عدي في "كامله"، في باب "اليسع بن طلحة القرشي"، قال: حدثنا إسحاق بن أحمد الخزاعي، ويحيى بن صاعد، قالا: حدثنا عبد الوهاب بن فليح المكي، ثنا جدي اليسع بن طلحة بن أبزود المكي، عن أبيه، عن ابن عباس، قال: "جاءت أم قيس بنت محصن إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بصبي لها لم يأكل الشباع، قالت: يا رسول الله! بارك عليه، فأجلسه في حجره، فبال عليه الصبي، فدعا بماء فصبه على البول ولم يغسله": ٧/ ٢٧٤٤.
وذكره أيضًا من طريق الوليد بن عطاء بن الأغر -وكان ثقة مأمونًا- عن اليسع بن طلحة، عن مجاهد، وعن أبيه طلحة، سمع ابن عباس يقول: حدثتني أم محصن: أنها أتت بصبي لها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكره. انظر ترجمته في: الكامل: ٧/ ٣٧٤٥، المغني: ٢/ ٧٥٦.
وروى حديث أم قيس أيضًا: النسائي في باب بول الصبي الذي لم يأكل الطعام: ١/ ١٥٨.

<<  <   >  >>