(٢) ذكره الشوكاني "في الفوائد المجموعة" بلفظه، وقال: "لا أصل له، وفي إسناده مجاهيل"، ومثله ما ذكره ابن القيم في كتابه: "روضة المحبين"، وعزاه إلى الحافظ محمد بن ناصر أبي الفضل السلامي، من حديث الشعبي مرسلًا، ولفظه: قال: قدم وفد عبد القيس على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وفيهم غلام أمرد، ظاهر الوضاءة، فأجلسه النبي - صلى الله عليه وسلم - وراء ظهره، وقال: "كانت خطيئة مَن مضى من النظر" وليس فيه ذكر لداود. انظر: روضة المحبين، ص: ١٠٤. وفي (الدر المنثور، للسيوطي: ٥/ ٣٠٣): عن سعيد بن منصور وابن أبي شيبة، عن سعيد بن جبير - رضي الله عنه - قال: "إنما كان فتنة داود -عَلَيْهِ السَّلَامْ- النظر)، وكذا ذكره القرطبي في الجامع: ١٥/ ١٨٠، وروى الديلمي جزأه الأخير من طريق مجالد بن سعيد، وأنكر ابن الصلاح أن يكون لهذا الحديث أصل، وكذلك الزركشي في: "تخريج أحاديث الشرح". انظر: سلسلة الأحاديث الضعيفة، للألباني: ١/ ٣٨٤. وما ذكره كثير من المفسرين في تفسير قوله تعالى: {وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ} من أن داود نظر من كوة في بيته فرأى امرأة عريانة تغتسل فأعجبته، فسأل عنها، فقيل له: إنها امرأة شخص يقال له: "أوريا"، فبعثه إلى حرب .. إلى آخر القصة، هو مما لا يليق بداود -عَلَيْهِ السَّلَامْ- وعلى نبينا - صلى الله عليه وسلم -، فهو من الإسرائيليات التي لا ثقة فيها، وقد ذهب المحققون من المفسرين إلى أن ما جاء مرفوعًا إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فيها، لا يصحُّ منه شيء. انظر: تفسير القرآن العطيم، لابن كثير، عند قوله تعالى: {وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ} وتفسير أضواء البيان، للعلّامة الشنقيطي: ٧/ ٢٤، مطبعة المدينة. (٣) في الأصل: "دل"، والظاهر ما أثبت.