للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فإن في إسناده: عبد الرحيم بن زيد العمي، وهو منكر الحديث.

وكل ما يحذر فيما بين الرجال والنساء، أوله النظر، والقائد إليه البصر (فبحسب) (١) ذلك، اشتد الأمر في هذين البابين، فاعلم ذلك.

(٧٩) - مسألة: إذا كانت المرأة مِمَّن يحلُّ للرجل وَطْؤُها، فلا كلام في جواز النظر إلى ما عدا الفرج: أما النظر إلى الفرج، فموضع خلاف:

أجازته المالكية، وقيل لأصبغ (٢): إن قوماً يذكرون كراهيته، قال: مَن كرهه إنما كرهه بالطب، (لا) (٣) بالعلم، لا بأس (٤) به، وليس بمكروه، وروى


وعبد الرحيم هذا، قال فيه البخاري: تركوه، وقال يحيى: ليس بشيء، وقال السعدي: غير ثقة، وقال النسائي: متروك، وضعفه أبو داود وأبو زرعة، وقال ابن عدي: له أحاديث لا يتابعه الثقات عليها. انظر: الكامل: ٥/ ١٩٢٠: الضعفاء والمتروكين، للنسائي، ص: ١٦١: المغني ٢/ ٣٩١: تهذيب التهذيب: ٦/ ٣٠٥.
وفي (اللآلئ: ٢/ ١٥٩) قال الحافظ جلال الدين السيوطي بعد ذكره هذا الحديث: "لا أصل له" ثم قال: له شاهد، قال الثقفي في "الثقفيات": حدثنا أبو الفرج عثمان بن أحمد بن إسحاق اليزجي، حدثنا محمد بن عمر بن حفص، حدثنا الحجاج بن يوسف بن قتيبة، حدثنا بشر بن الحسين، عن الزبير بن عدي، عن أنس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لولا المرأة لدخل الرجال الجنة" بشر متروك.
(١) في الأصل: "فبحيث"، وهو تصحيف، والظاهر ما أثبته.
(٢) أصبغ بن الفرج بن سعيد بن نافع: يكنى: أبا عبد الله، روى عن: الدراوردي، وابن سمعان، ويحيى بن سلام، وغيرهم، رحل إلى المدينة ليسمع من مالك فدخلها يوم موته، فصاحب ابن القاسم وأشهب وابن وهب وسمع منهم وتفقه معهم، قال أبو حاتم الرازي: صدوق، وقال ابن معين: ثقة، وقال ابن حبيب: وكان أصبغ من أفقه أهل مصر، وعليه تفقّه ابن المواز وابن حبيب والصيرفي وخلق، توفي بمصر سنة خمس وعشرين ومئتين -رَحِمَهُ اللهُ-. انطر: المدارك: ٢/ ٥٦١: تذكرة الحفّاظ: ٢/ ٤٥٧.
(٣) في الأصل: "وليس"، وفي المختصر: "لا"، وكذا في البيان والتحصيل: ٥/ ٧٩.
(٤) كذا في الأصل، وفي المختصر: "ولا".

<<  <   >  >>