للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الذي دلَّ عليه إطلاق لفظ الأحاديث، ويمكن تقييده (بالمعروف) (١) على مستقر العادة فِيمَا هُوَ ظَاهِرٌ منها إلا أن يُستر بقصد، أما ما هو مستور إلا أن يظهر بقصد فلا.

وقد روى سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن محمد بن (٢) علي:

٢٤٢ - " (أن) (٣) عمر بن الخطاب: خطب إلى علي - رضي الله عنه - ابنته أم كلثوم وذكر له صغرها، فقيل له: إنّه ردّك، فعاوده، فقال علي: أبعث بها إليك، فإن رضيت فهي امرأتك، فأرسل بها إليه فكشف عن ساقها، فقالت له: لولا أنك أمير المؤمنين للطمت عينك! وكانت أم كلثوم هذه ولدت قبل وفاة النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، أمها: فاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - و - رضي الله عنهما -.

وهذه القصة رواها قاسم بن أصبغ، عن الخشني، عن ابن أبي عمرو، عن سفيان كما ذكرناها، ورواها عبد الرزاق في كتابه عن سفيان نحوه. فيه:

٢٤٣ - قالت: أرسل: فلولا أنك أمير المؤمنين لصككت عينيك.

ويزيد فيها أهل الأخبار: أنه بعثها إليه بثوب، وقال: قولي له: هذا الذي قلت


(١) في الأصل محو، والظاهر من السياق ما أثبت.
(٢) محمد بن علي: أبو القاسم بن الحنفية، قال العجلي: تابعي ثقة، وقال ابن حبان: كان من أفضل أهل بيته، روى عن: أبيه، وعثمان، وعمار، وعنه: بنوه، وعمرو بن دينار، والباقر، وعبد الله بن محمد بن عقيل، عاش سبعًا وستين سنة، ومات سنة ثمانين على الأشهر. انطر: الكاشف: ٣/ ٧١.
(٣) في الأصل: "عن"، وهو تصحيف، والصواب ما أثبت.
روى عبد الرزاق قصة زواج عمر بن الخطاب بأم كلثوم بنت علي من فاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مصنفه، باب نكاح الصغيرين: ٦/ ١٦٢ - ١٦٣؛ وبسنده رواها سعيد بن منصور، ج ٣، رقم (٥٢٠) ولفظه: "إن عمر خطب إلى علي ابنته أم كلثوم فذكر له صغرها، فقال: أبعث بها إليك فإن رضيت فهي امرأتك، فأرسل بها إليه، فكشف عن ساقها، فقالت: لولا أنك أمير المؤمنين لصككت عينيك".

<<  <   >  >>