للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولا حديث ابن مسعود في النَّهي عن إتباع البصر الكوكب (المنقضّ) (١)؛

للجهل بإسناده أيضًا.

وكذلك ينهى عن النظر الذي يجلب حبَّ الدُّنيا والغنى، ويغيب عن النعم المسداة المعجوز عن شكر أيسرِها، كما:

٢١ - قال رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم - في حديث أبي هريرة: "انظروا إلى مَن [هو] (٢) أسفل منكم، ولا تنظروا إلى مَن هو فوقكم، فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم" ذكره مسلم (٣) -رَحِمَهُ اللهُ-.

وإنَّما قُصِد بذكر هذا النَّزرِ من صحيح هذا الباب وضعيفه، التمثيل به، والتنبيه على نوعه، ممَّا هو منهي عنه من النظر، الذي ليس يجلب هوًى، ولا يحرك نفسًا.

* * *


(١) في الأصل: "المتفد"، وفي مسند الإمام أحمد: عن ابن سيرين قال: "كنا مع أبي قتادة على ظهر بيتنا، فرأى كوكباً انقض، فنظَروا إليه، فقال أبو قتادة: إنا قد نهينا أن تتبعه أبصارنا". قال الهيثمي في (مجمع الزوائد: ٨/ ١١٢): رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
(قال أبو محمود: إسناد أحمد كالتالي: ثنا يزيد بن هارون، ثنا هشام، عن محمد، قال: كنا مع أبي قتادة على ظهر بيتنا فرأى ... الحديث. انظر: المسند: ٥/ ٢٩٩.
ويزيد بن هارون: أحد الأعلام الحفّاظ، أخرج له الجماعة، ووثقه أحمد بن حنبل وغيره. وهشام: هو ابن حسّان القردوسي البصري، أحد الأعلام الحفّاظ، أخرج له الجماعة، وحديثه عن ابن سيرين مقدَّم على غيره كما يرى يحيى بن سعيد القطان.
ومحمد بن سيرين: هو من هو في الجلالة والشهرة، ولهذا فالإِسناد متصل صحيح، وهو داخل في هذا الباب).
(٢) ما بين المعقوفتين لا يوجد في صحيح مسلم.
(٣) رواه مسلم من طريق الأعمش عن أبي هريرة، فذكره في كتاب الزهد، ص: ٩٧/ ١٨، (شرح النووي)؛ وروى البخاري مثله من طريق إسماعيل، عن مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، فذكره (الفتح: ١١/ ٣٢٢)؛ وعزاه الحافظ في الفتح إلى الدارقطني في "الغرائب".
ومعنى قوله: "أجدر": أحق.
ومعنى قوله: "تزدروا": تحقروا.

<<  <   >  >>