للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خاصِّ ما نحن فيه أيضاً حديث تظاهر الرواية به في قصة (١) الذي أصاب

من المرأة ما دون أن يمسَّها، ثم جاء فسأل النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "صلّ معنا" ثم نزلت:

{وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} [هود: ١١٤].

(لستُ) (٢) أعني أنه يدلُّ على ما نحن فيه من جهة السبب المذكور فيه، وهو أنه قبلها، وأَصاب منها ما دون الجماع، وكفَّرت له الصلاةُ ذلك، فإن هذا ليس بصحيح (الإستدلال به) (٣)؛ لأن هذا الرجل ندم على ما فرط منه، وجاء يلتمس المخرج، فكفّر ذنبه بالندم الذي هو التوبة، ولعله قد أضاف إليه العزم على أن لا يعود، وجبرت له الصلاة ما فاته من الأجر في مكان المعصية، فيكون هذا موافقًا لما يذهب إليه من (يأبى) (٤) تكفير الطاعات الصغائر، (ولكنني أعني) (٥): أنه يدل عليه بظاهره قوله -عَزَّ وَجَلَّ-: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} [هود: ١١٤].

أخبر عن جنس الطاعات -التي الصلاة منها- أنها مذهبة للسيئات، ويكون المستفاد من السبب، هو أنَّ الصلاة مما تذهب السيئات، إذ لا بدَّ أن يتنزل


(١) ذكر ابن كثير هذه القصة في تفسيره، وقال: "قال البخاري: عن ابن مسعود: أن رجلًا أصاب من امرأة قبلة، فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبره، فأنزل الله تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} [هود: ١١٤].
فقال الرجل: يا رسول الله! ألي هذا؟ قال: "لجميع أمتي كلهم" (المختصر: ٢/ ٢٣٥). والحديث أخرجه البخاري ومسلم وأحمد وأصحاب السنن إلا أبا داود.
(٢) في الأصل: "ليست"، والظاهر: "لست" كما أثبت.
(٣) في الأصل: "لا استدلالاً به"، ولعل الصواب: "الإستدلال به".
(٤) في الأصل: "يأتي"، ولعل الصواب ما أثبت.
(٥) في الأصل: "ولكنها يعني"، والظاهر: "ولكن أعني" حسب السياق.

<<  <   >  >>