السادس: قوله: ثم ظاهر صنيع المصنف أيضًا أنه لم يخرج في أحد دواوين الإسلام الستة. . . إلخ يقتضى أن السنن الكبرى للنسائى من الكتب الستة وليس كذلك كما هو معلوم، وإنما الذي من الستة مختصره الذي هو المجتبى المعروف بالسنن الصغرى أيضًا والحديث لم يخرج فيه.
السابع: أن حديث عمر طويل، وهو الحديث المشهور في خطبة الجابية وهذا اللفظ وقع أثناءه لا في أوله، والمصنف إنما يورد الحديث بتمامه على حسب ما وقع عند المخرجين, ولفظ خطبة عمر رضي اللَّه عنه بالجابية:
"أيها الناس إنى قمت فيكم كمقام رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فينا، فقال: أوصيكم بأصحابى ثم الذين يلونهم ثم الذيق يلونهم ثم يفشو الكذب حتى يحلف الرجل ولا يستحلف ويشهد ولا يستشهد، ألا لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان، علمكم بالجماعة وإياكم والفرقة، فإن الشيطان مع الواحد وهو مع الاثنين أبعد، من أراد بحبوبة الجنة فليلزم الجماعة، من سرته حسنته وساءته سيئته فذالكم المؤمن".
فهو يقتطع المصنف هذه القطعة من آخر الحديث ويأتى بها على أنها هي الحديث بكماله، فينتقده الشارح أيضًا على هذا الصنيع، إن هذا لعجب.
الثامن: عزوه الحديث للسنن الكبرى [٥/ ٣٨٩، رقم ٩٢٢٥] مع أنه ليس من الستة يفيد أنه ليس عند غيره من الستة مع أنه في سنن الترمذى من رواية ابن عمر عن عمر، وفي سنن ابن ماجه من نفس رواية جابر بن سمرة عن عمر، قال ابن ماجه في كتاب الشهادات من سننه [٢/ ٧٩١، رقم ٢٣٦٣]: ثنا عبد اللَّه بن الجراح ثنا جرير عن عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة قال: خطبنا عمر بالجابية، فذكر الحديث.
وقال الترمذى [٤/ ٤٦٥، رقم ٢١٦٥]:
حدثنا أحمد بن منيع ثنا النضر بن إسماعيل أبو المغيرة عن محمد بن سوقة