وبه إلي ابن الجوزيِّ، أنا محمّدُ بنُ أبي منصورٍ، أنا أبو الحسينِ بنُ عبدِ الحبار، أنا أحمدُ بنُ عبدِ الله الأنماطيُّ، أنا أبو حامدٍ المروزيُّ، ثنا أحمدُ بنُ الحارث، ثنا جَدِّي محمّدُ ابنُ عبدِ الكريم، ثنا الهيثمُ بنُ عَدِيٍّ، أنا يوسفُ بنُ عبدة، عن ثابتٍ البنانيِّ، عن أنسِ بنِ مالكٍ، قال: كنا عند عمرَ بنِ الخطاب، إذ جاءه رجلٌ من أهل مصر، فقال: يا أمير المؤمنين! هذا مقامُ العائِذِ بكَ، قال: وما لَكَ؟ قال: أجرى عَمْرُو بنُ العاص الخيلَ، فأقبلَتْ، فلما رآها الناس، قام محمّدُ بنُ عمرٍو، فقال: فَرَسي وربِّ الكعبة! فلما دنا مني عرفته، فقلت: فرسي وربِّ الكعبة! فقام إليّ يضربني بالسوط، ويقول: خُذْها، وأنا ابنُ الأكرمين. قال: فوالله! ما زاده عمرُ علي أن قال: اجلسْ، ثم كتب إلي عَمْرِو إلي مصر: إذا جاءك كتابي هذا، فأقبلْ، وأقبل معك بابنِك محمد. قال: فدعا عمرٌو ابنَه، فقال: أَأَحدثْتَ حدثًا؟ أَجنيتَ جنايةً؟ قال: لا، قال: فما بالُ عمرَ يكتب فيك؟ قال: فقدم به إلي عمر، قال أنس: فوالله! إنَّا لعند عمرَ بمنى، إذا نحنُ بعمرٍو قد أقبل في إزارٍ ورداء، فجعل عمرُ يلتفت هل يرى ابنَه، وإذا هو خلفَ أبيه، فقال: أين المصريُّ؟ قال: ها أنا ذا، قال: دونك الدرَّةَ، اضرب ابنَ الأمير، اضرب ابنَ الأمير، اضرب ابنَ الأمير، قال: فضربه حتى أثخنه، ثم قال: اجعلْها علي صلعةِ عمرٍو، فوالله! ما ضربك إلا بفضل سلطانه، فقال: يا أمير المؤمنين! قد ضربتُ مَنْ ضربني، فقال: أما