وأما الخليفة: فأولُ من أُطلق عليه: أبو بكرٍ الصِّدِّيق، ثمَّ عثمان، ثمَّ عليٌّ، ثمَّ كذلك على مَنْ بعدَهم.
وأما أمير المؤمنين: فأولُ من تسمى به: عمرُ بن الخطاب، ولم يُسَمَّ به أبو بكر، ثمَّ تسمَّى به عثمان، ثمَّ عليٌّ، ثمَ على كلِّ مَنْ بعدَهم.
[فصل]
وأما مسمَّياتُ غير السلطان الكبير؛ من نيابة، ومَنْ تحتَه: فمنهم من له حكمٌ عامٌّ أو خاصٌّ، أو لا حكمَ له.
وأعلى مَنْ تحته: القاضي، وهو من قَضَى يَقْضي قَضاءً: إذا أَمَرَ، قال الله -عَزَّ وَجَلَّ-: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ}[الإسراء: ٢٣]، وفي الحديث:"أَقْضَاكُمْ عَلِيٌّ"(١).
وقد اختلف العلماء في القاضي، هل هو وكيل الإمام، أو وكيل المسلمين؟
فإن قلنا: هو نائبٌ عن الإمام، فهو من جملة نوابه، ينعزلُ بعزله، ويتولَّى بولايته.
(١) رواه ابن ماجه (١٥٤)، في المقدمة، باب: فضائل خباب عن أنس -رضي الله عنه-. وأبو يعلى في "مسنده": (٥٧٦٣) عن ابن عمر -رضي الله عنهما-، ولفظهما: "أرحم أمتي بأمتي أبو بكر .... وأقضاهم علي بن أبي طالب"، قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٩/ ٢٣٦) في حديث أبي يعلى: فيه ابن البيلماني وهو ضعيف، قال السخاوي في "المقاصد الحسنة" (ص: ١٣٦): له طرق يقوي بعضها بعضاً.