أولُ من طلبه وأرادَه يوسفُ، كما أخبر الله -عَزَّ وَجَلَّ- عنه في كتابه بقوله -عَزَّ وَجَلَّ-: {قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ}[يوسف: ٥٥]، وقال:{رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ}[يوسف: ١٠١]، ثمّ داود -عليه السلام-: {وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ}[ص: ٢٠]، ثمّ ولده سليمان كما قال الله -عَزَّ وَجَلَّ- أنّه قال:{وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي}[ص: ٣٥]، وقال -عَزَّ وَجَلَّ- عنهما:{وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا}[الأنبياء: ٧٩]، ونبينا - صلى الله عليه وسلم - أُعطي النبوةَ والحكم، وأبو بكر -رضي الله عنه- وَلِيَ بعده، ولم يمتنع، وكذلك عمر، إلا أنه في آخر أمره كرهها، وتمنّى أن يخرج منها، وأن يجد من يكفيه أمرَها، وعثمان -رضي الله عنه- دخل فيها من غير كراهة، وكذلك عليٌّ، والحسنُ تركَها لله، وعبدُ الله بنُ عمرَ -رضي الله عنه- لم يدخل في ولاية قطّ.