عون الله بن عبد الله بالجانب الغربي، ومحمّد بن سماعة، وشريك بن عبد الله، وعلي بن حرملة، حجابه: بشر مولاه، ثمّ محمّدُ بن خالد، ثمّ الفضلُ بنُ الربيع.
وبويع بعده لولده محمّدٍ الأمين سنة ثمان وتسعين ومئة، وله تسع وعشرون سنة، وثلاثة أشهر، فأقام أربع سنين وسبعةَ أشهر وثمانية عشر يوماً، وكان الرشيد جعل عهده إلى ابنيه: الأمين، والمأمون، وكتب بينهما شرطاً، وتخالفا، وعلّق الكتاب في الكعبة، ودفع إلى إبراهيمَ الحَجَبِيِّ ليعلّقه، فوقع من يده، فعُرف من ذلك سرعةُ انتقاضه، ولم يزل المأمون في دَعَة، والمأمونُ بخراسان سنتين وأشهراً، ثمّ أغرى الفضل بن الربيع، فنصّب الأمينُ ابنَه موسى لولاية العهد بعدَه، وأخذ البيعةَ، ولقّبه: الناطقَ بالحقِّ سنةَ أربع وتسعين، وجعله في حجر عليِّ بنِ عيسى، ووجّه عليَّ بن عيسى إلى خراسان، ووجّه المأمونُ هزيمةَ بن عمرٍو على مقدّمة طاهر بن الحسين، فقتل عليَّ بنَ عيسى، ولم تزل الحربُ بين الأمين والمأمون سنين، ثمّ لجأ الأمينُ إلى مدينة أبي جعفر، ثمّ قُتل سنة ثمان وتسعين، وزراؤه: الفضلُ بنُ الربيع، ثمّ إسماعيلُ بنُ صبيح، وغيرُه، قضاتُه: إسماعيل بنُ حمادِ بنِ أبي حنيفةَ، وأبو البَخْتريِّ، ومحمّد بن سماعة، حاجبه: العبّاس بن الفضل.
ولم يكن الأمينُ بمحمودِ السّيرة في ولايته.
ثمّ ولي بعدَه المأمون، بويع له يوم الأحد، لخمسٍ بقين من المحرم، سنة ثمان وتسعين، فأقام في الخلافة عشرين سنة وخمسةَ